خوانش متون فلسفه سیاسی اسلامی
خوانش و شرح کتاب الشواهد الربوبیة مشهد پنجم جلسه بیست و یکم
با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
زمان: سه شنبه نهم خرداد ماه 1392
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
شواهد الربوبية في المناهج السلوكية (مقدمه عربى)، ج1، ص: 357
الإشراق العاشر في تعديد الصفات التي لا بد للرئيس الأول أن يكون عليها و هي اثنتا عشرة صفة مفطورة له.
أولاها: أن يكون جيد الفهم لكل ما يسمعه و يقال له على ما يقصده القائل و على ما هو الأمر عليه و كيف لا و هو في غاية إشراق العقل و نورية النفس.
و ثانيها: أن يكون حفوظا لما يفهمه و يحسه لا يكاد ينساه و كيف لا و نفسه متصلة باللوح المحفوظ.
و ثالثها: أن يكون صحيح الفطرة و الطبيعة معتدل المزاج تام الخلقة قوي الآلات على الأعمال التي من شأنه أن يفعلها و كيف لا و الكمال الأوفى يفيض على المزاج الأتم.
و رابعها: أن يكون حسن العبارة يوافيه[1] لسانه على إبانة كل ما يضمره إبانة تاما و كيف لا و شأنه التعليم و الإرشاد و الهداية إلى طريق الخير للعباد.
و خامسها: أن يكون محبا للعلم و الحكمة لا يؤلمه التأمّل في المعقولات و لا يؤذيه الكد الذي يناله منها و كيف لا و الملائم للشيء ملذ إدراكه لأنه يتقوى به.
و سادسها: أن يكون بالطبع غير شره على الشهوات متجنبا بالطبع اللعب و مبغضا للذات النفسانية و كيف لا و هي حجاب عن عالم النور و وصلة بعالم الغرور فيكون ممقوتا عند أهل الله و مجاوري عالم القدس.
الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية (مقدمه عربى)، ج1، ص: 358
و سابعها: أن يكون كبير النفس محبا للكرامة تكبر نفسه عن كل ما يشين و يضع من الأمور و يسمو نفسه بالطبع إلى الأرفع منها و يختار من كل جنس عقيلته و يجتنب عن سفساف الأمور و يكره خداجها و سقطها اللهم إلا لرياضة النفس و الاكتفاء بأيسر أمور هذه الدار و أخفها و ذلك لأن في الأشرف مزيد قرب من العناية الأولى.
و ثامنها: أن يكون رءوفا عطوفا على خلق الله أجمع لا يعتريه الغضب عند مشاهدة المنكر و لا يعطل حدود الله من غير أن يهمه التجسس و كيف لا و هو شاهد لسر الله[1] في لوازم القدر.
و تاسعها: أن يكون شجاع القلب غير خائف عن الموت و كيف لا و الآخرة خير له من الأولى فيكون قوي العزيمة على ما يرى أنه ينبغي أن يفعل جسورا مقدما عليه لا ضعيف النفس.
و عاشرها: أن يكون جوادا لأنه عارف بأن خزائن رحمة الله لا تبيد و لا تنقص.
و حادي عشرها: أن يكون أهش خلق الله إذا خلا بربه لأنه عارف بالحق و هو أجل الموجودات بهجة و بهاء[2].
و ثاني عشرها: أن يكون غير جموح و لا لجوج سلس القياد إذا دعي إلى العدل صعب القياد إذا دعي إلى الجور أو القبيح فهذا لوازم الخصائص التي ذكرناها سابقا و اجتماع هذه كلها في شخص واحد نادر جدا و المادة التي تقبل مثله
الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية (مقدمه عربى)، ج1، ص: 359
يقع في قليل من الأمزجة و الاستعدادات فلا يكون المفطور على هذه الصفات إلا الآحاد كما قيل جل جناب الحق أن يكون شريعة لكل وارد أو يطلع عليه إلا واحد بعد[1] واحد.