⬅️ خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه هشتاد و چهارم
🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
✅با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
⏰زمان:سه شنبه 30 شهریور ماه 1400
⬅️مجری: پژوهشکده علوم و اندیشه سیاسی
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 131
– عليهم السلام-، كما تعلم الأنبياء من ملائكته.
فاللّه هو المعلّم الأول؛ و المعلّم الثاني جبرئيل؛ و ثالث[1] المعلّمين هو الرسول- صلى اللّه عليه و آله و سلم-، و أوّل من استعمل هذا الميزان أب الأنبياء و شيخهم إبراهيم الخليل، ثمّ سائر الأنبياء إلى ابنه المقدّس محمّد- صلى اللّه عليه و آله و سلم-: (وَ تِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ)[2].
تبصرة[3]
اعلم أنّ لكلّ عمل من الأعمال الحسنة- كالصلاة و الصيام[4] و القيام و غيرها- باعتبار تأثيره في النفس و تطهيرها[5] من[6] غواسق الطبيعة و جذبها من الدنيا إلى الآخرة مقدارا معيّنا و قوّة معيّنة؛ و كذلك لكلّ عمل من الأعمال السيّئة قدرا من التأثير من إظلام جوهر النفس و تكثيفها.
و كلّ ذلك محجوب عن مشاهدة الخلق في الدنيا؛ و عند وقوع القيامة ينكشف[7] لهم، لأجل رفع الحجاب.
فكلّ أحد ما لم يتخلّص ذاته بقوّة اليقين و نور الإيمان عن قيد الطبيعة، فذاته مرهونة بعمله. فهو بحسب مزاولة الأعمال و الأفعال و ثمراتها و تجاذبها للنفس إلى شيء من الجانبين بمنزلة ميزان ذي كفّتين: إحدى كفّتيه تميل إلى الجانب الأسفل- أعني الجحيم- بقدر ما فيها من متاعها الفانية، و الأخرى تميل إلى العالم الأعلى و دار النعيم بقدر ما فيها من متاع الآخرة الباقية.
فإذا وقع التعارض بين الكفّتين، فالحكم من اللّه العليّ الأكبر في إدخاله
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 132
إحدى الدارين- دار النعيم و دار الجحيم- على حسب ميزانه.[8]
و اعلم أنّ كفّة الحسنات في جانب المشرق، و كفّة السيّئات في جانب المغرب؛ و الأولى كفّة أصحاب اليمين، و [الثانية] كفّة أصحاب الشمال. و لا تظنّنّ أنّه إذا وقع الترجيح و المجازات و قضى الحكم و نفذ الأمر، تصير الكفّتان كلتاهما في حكم واحد في اليمينيّة و الشماليّة و المشرقيّة و المغربيّة و الجنانيّة و الجهنّمية. فأهل السعادة كلتا يديهم تصير يمينيّة، و كلتا يدي أهل الشقاوة تصير شماليّة.
تذكرة في الحساب
«الحساب» جمع متفرّقات شتّى، ليعلم حاصل[9] مجموعها- كما علمت سابقا.
و اعلم أنّ طوائف الناس من جهة الحساب يوم القيامة[10] صنفان: صنف يدخلون الجنّة و يرزقون نعيمها. و هم ثلاثة أقوام: المقرّبون الكاملون في المعرفة و التجرّد، و هم لتنزّههم[11] و ارتفاع مكانتهم عن شواغل الكتاب و الحساب يدخلون الجنّة بغير حساب، كما قال- تعالى- في حقّهم: (ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَ ما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ)[12].
و منهم جماعة من أصحاب اليمين، لم يقدموا في الدنيا على معصية و لم يقترفوا سيّئة و لا فسادا في الأرض، لصفاء ضمائرهم و قوّة نفوسهم على فعل الطاعات و إيتاء الحسنات؛ فهم أيضا يدخلون الجنّة بغير حساب: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)[13].
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 133
و منهم جماعة نفوسهم ساذجة و صحائف[14] أعمالهم خالية عن آثار السيّئات و الحسنات جميعا، فينا لهم اللّه برحمة منه و فضل لم يمسسهم سوء العذاب؛ لأنّ جانب[15] الرحمة أرجح من جانب الغضب، فهؤلاء أيضا يدخلون الجنّة بغير حساب: (وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)[16].
و أمّا الصنف الثاني، الذين هم أهل العقاب، فهم أيضا ثلاثة أقسام: منهم[17] صحيفة أعمالهم خالية من[18] العمل الصالح و لا محالة يكون كافرا، فيدخلون جهنّم بلا حساب.
و قسم منهم[19] صدر منهم بعض الحسنات، لكن وقع في حقّهم: (وَ حَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَ باطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)[20]، (وَ قَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً)[21].
و قسم منهم، و هم في الحقيقة من أهل الحساب حيث[22] خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا، فهؤلاء قسمان: قسم يناقش معهم في الحساب[23] لكلّ دقيق و جليل، لأنّهم بهذه الصفة عاشوا في الدنيا؛ و القسم الثاني، و هم الّذين كانوا يخافون سوء العذاب[24] و يشفقون من عذاب يوم القيامة، فهؤلاء لا يعذّبون كثيرا بالمناقشة معهم[25] في الحساب.