⬅️ خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه هشتاد و هشتم
🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
✅با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
⏰زمان: دوشنبه 3 آبان ماه 1400
⬅️مجری: پژوهشکده علوم و اندیشه سیاسی
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 138
تلك الدنيا و كنت خير وارد علينا و خير تحفة أهداها اللّه إلينا. قال النبي- صلى اللّه عليه و آله و سلم-: «الموت تحفة المؤمن»[1].
و أهل النار إذا أبصروه، يفزعون منه و يقولون: لقد كنت شرّ وارد علينا، عسى أن تميتنا فنستريح ممّا نحن فيه. ثمّ يغلق أبواب النار غلقا لا فتح بعده، فينطبق أهلها و يدخل بعضها على بعض؛ فيعظم الضغاط على أهلها، و يرجع أسفلها أعلاها، و يرى الناس و الشياطين فيها كقطع اللحم في القدر إذا كان تحتها نار عظيمة تغلى (كَغَلْيِ الْحَمِيمِ)[2]، كلّما خبت زدناهم سعيرا بتبديل الجلود.
إشراق في معنى النفخ
قال- سبحانه-: (وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ)[3]. لمّا سئل النبي- صلى اللّه عليه و آله و سلم- عن «الصور»، فقال- صلى اللّه عليه و آله و سلم-: «قرن من نور التقمه إسرافيل»؛ فوصف[4] بالسعة و الضيق، و اختلف في أنّ أعلاه ضيّق و أسفله واسع، أو بالعكس؛ و لكلّ وجه. «و النفخة» نفختان: نفخة تطفئ النار، و نفخة تشعلها:
(وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ)، ثمّ نفخ فيه أخرى (فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ)[5].
و «الصور» (بضمّ الصاد و سكون الواو، و قرء بفتحها[6] أيضا) جمع «الصورة»، لأنّ نافخها هو واهب الصورة[7] بإذن اللّه؛ فإذا تهيّأت هذه الصور؛
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 139
كانت فتيلة[8] استعدادها كالحشيش المحترق؛ و هو الاستعداد لقبول الأرواح؛ كاستعداد الحشيش بالنار التي كمنت فيه لقبول الاشتعال.
و الصور البرزخية كالسرج[9] مشتعلة بالأرواح التي فيها. فنفخ إسرافيل نفخة واحدة، فتمرّ على تلك الصور[10] فتطفؤها، و تمرّ النفخة التي تليها- و هي الأخرى- على الصور المستعدة للاشتعال- و هي النشأة الأخرى- فتشتعل بأرواحها (فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ)[11].
فيقوم تلك الصور أحياء ناطقة بمن ينطقها اللّه، فمن ناطق ب «الحمد للّه»، و من ناطق يقول: (مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا)[12]، و من ناطق ب «الحمد للّه الذي أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النشور».
و بالنفخ الأوّل أشار النبي- صلى اللّه عليه و آله و سلم- في قوله: «إنّه يموت أهل الأرض حتى لا يبقى أحد، ثمّ يموت أهل السماء حتى لا يبقى أحد إلّا ملك الموت و حملة العرش و جبرئيل و ميكائيل». قال:
فيجيء ملك الموت حتى يقوم بين يدي اللّه- عزّ و جلّ- و يقال له: من بقي؟- و هو أعلم-، فيقول: يا ربّ لم يبق إلّا ملك الموت و حملة العرش و جبرئيل و ميكائيل؛ فيقال: فليموتا، جبرئيل و ميكائيل! فيقول الملائكة: رسولاك و أميناك؟ فيقول: إنّي قضيت على كلّ نفس فيها الروح[13] الموت؛ و حملة العرش؟ فيقول: قل[14] لحملة العرش: فليموتوا!
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 140
قال: ثمّ يجيء ملك الموت كئيبا حزينا لا يرفع طرفه، فيقال: من بقي؟
فيقول: لم يبق إلّا ملك الموت! فقال له: مت يا ملك الموت! ثمّ يأخذ الأرض بيمينه و السماوات بيمينه و يقول: أين الذين كانوا يدعون معي شريكا؟! أين الذين كانوا يجعلون مع اللّه[15] إلها!؟» ثم نفخ فيه أخرى (فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ)[16].[17]