⬅️ خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه هشتاد و ششم
🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
✅با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
⏰زمان:دو شنبه 12 مهر ماه 1400
⬅️مجری: پژوهشکده علوم و اندیشه سیاسی
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 134
تبصرة
اعلم، يا حبيبي، أنّك مسافر من الدنيا إلى الآخرة و أنت تاجر، و رأس مالك حياتك[1] في تجارتك اكتساب المعارف، و هي زاد سفرك إلى معادك؛ و فائدتك و ربحك هي حياتك الأبديّة بنعيمها بلقاء اللّه و رضوانه، خسرانك هو هلاك نفسك باحتجابك عن جوار اللّه و دار كرامته.
و اعلم أنّ «الناقد»[2] بصير[3]، لا يقبل منك إلّا الذهب الخالص و فضّة الطاعة؛ فوزّن حسناتك بميزان صدق، و احسب حساب نفسك قبل أن توافي عمرك[4] و قبل أن يحاسب عليك في وقت لا يمكنك التدارك.
فالموازين مرفوعة ليوم الحساب، و فيه الثواب و العقاب: (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ* فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ* وَ أَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ* فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ* وَ ما أَدْراكَ ما هِيَهْ* نارٌ حامِيَةٌ)[5].
تنبيه
اعلم أنّ «باطن» الإنسان في الدنيا هو «ظاهر[6]» في الآخرة، و ما كان له «غيبا» هاهنا يصير «علانية[7]» هناك؛ لأن للنفس في ذاتها سمعا و بصرا و شمّا و ذوقا و لمسا و تخيّلا و تصرّفا و فعلا و حركة؛ و أنّ لها عينا باصرة «إلى ربّها ناظرة»[8]، و أذنا سامعة يسمع بها كلمات الملائكة و أصوات طيور الجنان و نغماتها، و شمّا يشمّ[9] روائح الأنس و نسائم القدس، و ذوقا يذوق به طعوم الجنّة، و لمسا يلمس به حور العين.
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 135
و هي المشاعر الروحانيّة و الحواس الباطنيّة؛ و أنّها مع محسوساتها من أهل الجنّة إن لم يحجبها سدّ و لم يمنعها مانع. و أمّا هذه الحواس، فهي داثرة؛ و محسوساتها مستحيلة كائنة فاسدة، توجب العذاب الأليم و الحرمان عن النعيم.
تذنيب في أنّ الجنّة و النار حقّ
اعلم أنّ للّه- تعالى- عالما آخر غير هذا العالم و هو «عالم الآخرة» و «عالم الباطن» و «عالم الغيب» و «عالم الملكوت و الأمر»[10]؛ و هذا العالم «عالم الدنيا» و «عالم الظاهر» و «عالم الشهادة و الملك و الخلق»، و هو ثابت الآن. و مكانهما ليس في ظواهر هذا العالم؛ لأنّه محسوس، و كل محسوس[11] بهذه الحواس فهو من الدنيا، و الجنّة و النار من عالم الآخرة.
نعم، مكانهما في داخل حجب السماوات، و لهما مظاهر في هذا العالم؛ و عليها يحمل الأخبار الواردة في تعيين بعض الأمكنة لهما[12].
و اعلم أنّ الأحاديث مختلفة في وجودهما و عدمهما: فبعض الأحاديث[13] يدلّ على أنّهما ليسا بموجودين، بل هما يكونان موجودين[14] بعد بوار الدنيا و خراب السماوات و الأرض؛ و بعضها يدلّ على أنّهما موجودان[15] الآن. و لا منافاة بين الأحاديث التي وردت عن أرباب العصمة و أصحاب الحكمة- عليهم السلام-؛ لأنّ الجنّة التي هي[16] موجودة الآن هي الجنّة التي خرج عنها أبونا
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 136
و زوجته لخطيئتهما، و الجنّة و النار اللّتان تحصلان بعد بوار الدنيا هي جنّة الأعمال و الأفعال، اللتان تتكوّنان بعد إتمام الأفعال و الآثار.
و قال محمّد بن على بن بابويه القمّي- رحمه اللّه-: «اعتقادنا في الجنّة[17] أنّها دار البقاء و دار السلام، لا موت فيها و لا هرم و لا سقم و لا مرض و لا فقر، و أنّها دار الغناء». و قال في النار: «اعتقادنا في النّار[18] أنّها دار الهوان[19] و دار الانتقام من أهل الكفر و العصيان. و لها أبواب و درجات و دركات؛ و الملائكة يدخلون عليهم من كلّ باب لها سبعة أبواب، لكلّ باب منها جزء مقسوم».[20] عصمنا اللّه و إيّاكم من حرّ النار.