⬅️ خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه هفتاد و هشتم

🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی

✅با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی

⏰زمان: سه شنبه شانزدهم  شهریور ماه 1400

المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 120

السماوات و الأرض: (لَقَدْ رَأى‏ مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى‏)[1].

و سمّيت القيامة «ساعة» لأنّها تسعى إليها النفوس‏[2] لا بقطع المسافات المكانيّة، بل بقطع الأنفاس الزمانيّة بحركة جوهريّة ذاتيّة[3] و توجّه إلى اللّه- تعالى-: (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ)[4].

تذنيب‏

اعلم أنّ أرض المحشر هي هذه الأرض التي في الدنيا، إلّا أنّها «تبدّل غير الأرض»[5]، فتمدّ مدّ الأديم و تبسط، فلا ترى فيها عوجا؛ يجمع فيها جميع الخلائق من أوّل الدنيا إلى آخرها، لأنّها اليوم مبسوطة على قدر يسع الخلائق كلّها. و معنى مدّها و بسطها أنّ مجموع الأمكنة الواقعة في كلّ وقت كما تتّصل الآنات‏[6] في نظر[7] شهوده- تعالى-، كذلك الأرض الموجودة في الآزال و الآباد؛ فتصير الأراضي كلّها أرضا واحدة فيها الخلائق كلّها، كما قال: (وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ وُضِعَ الْكِتابُ وَ جِي‏ءَ بِالنَّبِيِّينَ وَ الشُّهَداءِ وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ)[8].

 

المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 121

المظهر السّابع في الصراط

الصراط طريق الحقّ و دين التوحيد، الذي جمع الأنبياء و الرسل- عليهم السلام- و متابعيهم. و الصراط المستقيم الذي إذا سلكته أوصلك إلى الجنّة هو صورة الهدى‏[9]، الذي أنشأته لنفسك ما دمت في عالم الطبيعة من الأعمال القلبيّة؛ فهو في هذه الدار كسائر المعاني الغائبة عن الحواسّ لا تشاهد[10] له صورة حسيّة. فإذا انكشف غطاء الطبيعة بالموت، يمدّ لك يوم القيامة جسرا محسوسا على متن جهنّم، أوّله في الموقف و آخره على باب الجنّة؛ يعرف من يشاهده أنّه صنعتك و بناؤك و تعلم‏[11] أنّه كان في الدنيا جسرا ممدودا على متن جهنّم طبيعتك التي قيل لها: هل امتلئت؟ فتقول: هل من مزيد؟[12] ليزيد في طولك و عرضك‏

المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 122

و عمقك من ظلّ ذي ثلاث شعب‏[1].

و هذا معنى «صراط اللّه»، لقوله- تعالى-: (وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ* صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ)[2]. و الانحراف عنه يوجب السقوط عن الفطرة و الهوىّ إلى جهنّم.

و اعلم أنّ أنبياء اللّه و رسله‏[3] صراط اللّه في عالم الدنيا؛ فمن تخلّف عنهم، هوى إلى دار الجحيم. فللصراط المستقيم‏[4] وجهان: أحدهما أدقّ من الشعر، و الآخر أحدّ من السيف؛ فكذلك للنفوس‏[5] الإنسانيّة وجهان و قوّتان: علميّة، و عمليّة. فمن كمّل قوّتيه باكتساب المعارف الإلهيّة و الاقتناء بالعلوم الربّانية و الاجتناب عن محارم اللّه و مناهيه، فقد تيسّر له العبور عن هذا الصراط، كالبرق الخاطف.