⬅️ خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه هفتاد و نهم

🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی

✅با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی

⏰زمان: یک شنبه بیست و یکم  شهریور ماه 1400

 

المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 122

و عمقك من ظلّ ذي ثلاث شعب‏[1].

و هذا معنى «صراط اللّه»، لقوله- تعالى-: (وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ* صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ)[2]. و الانحراف عنه يوجب السقوط عن الفطرة و الهوىّ إلى جهنّم.

و اعلم أنّ أنبياء اللّه و رسله‏[3] صراط اللّه في عالم الدنيا؛ فمن تخلّف عنهم، هوى إلى دار الجحيم. فللصراط المستقيم‏[4] وجهان: أحدهما أدقّ من الشعر، و الآخر أحدّ من السيف؛ فكذلك للنفوس‏[5] الإنسانيّة وجهان و قوّتان: علميّة، و عمليّة. فمن كمّل قوّتيه باكتساب المعارف الإلهيّة و الاقتناء بالعلوم الربّانية و الاجتناب عن محارم اللّه و مناهيه، فقد تيسّر له العبور عن هذا الصراط، كالبرق الخاطف.

زيادة كشف و توضيح‏

قال الشيخ الصدوق محمّد بن على بن بابويه القمّي- رحمه اللّه-: «اعتقادنا في الصراط أنّه حقّ و أنّه جسر جهنّم يوم القيامة و أنّ عليه ممرّ جميع الخلق. قال اللّه- تعالى-: (وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى‏ رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا)[6]».

قال: «و الصراط- في وجه آخر- اسم حجج اللّه؛ فمن عرفهم في الدنيا و أطاعهم، أعطاه اللّه جوازا على الصراط، الذي هو جسر جهنّم يوم القيامة[7]»[8].

و قال النبي- صلى اللّه عليه و آله و سلم- لعليّ- عليه السلام-: «يا علي! إذا

المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 123

كان يوم القيامة، أقعد أنا و أنت و جبرئيل على الصراط، و لا يجوز على الصراط أحد إلّا من كان معه مبرّة[9] بولايتك».[10]

و قال رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله و سلم-: «شعار المؤمنين على الصراط: ربّ سلّم! ربّ سلّم!»[11].

و قال بعض أهل الشهود[12]: [روي‏] أنّ اللّه- تعالى- خلق الصراط من رحمته، أخرجها للمؤمنين. فالصراط للموحّدين خاصة، و الكفّار لا جواز[13] لهم عليه؛ لأنّ النار قد التقطت من الموقف جبابرهم‏[14].

و الصراط يدقّ و يتّسع على حسب منازل الموحّدين: الدقّة للمذنبين، و السعة للمتّقين، و الأصل للأنبياء و الأولياء. و السرعة و الإبطاء في قطع الصراط على قدر القرب: فأوّلهم زمرة تقطع في مثل طرف العين و لمع البرق، و هم الأنبياء- عليهم السلام-؛ ثمّ‏[15] مثل الريح و الطير، و هم الصدّيقون و الأولياء؛ و الثالثة مثل حفر الفرس و أجاويد الخيل، و هم المجاهدون أنفسهم؛ و الرابعة مثل الراكب رجله‏[16]، و هم المتّقون؛ و الخامسة مثل سعي الرجل، و هم العابدون؛

المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 124

و السادسة مشيا[17]، و هم العمّال المستورون؛ و السابعة جثوا، و هم المتهتّكون من الموحّدين.[18]

تنبيه في أحوال تعرض يوم القيامة

اعلم أنّه إذا ظهر نور الأنوار، و انكشف جلال وجه اللّه القيّوم، و غلب سلطان الأحديّة، و اشتدّت جهات الفاعليّة، و أخرجت القوابل و المستعدّات من القوّة إلى الفعل، و انتهت الحركات إلى غاياتها، و برزت الحقائق من مكامن غيبها[19] و حجب موادّها؛ انخرط كلّ ذي مبدأ في مبدئه‏[20]، و رجع كلّ شي‏ء إلى أصله، و عاد كلّ ذي غاية إلى غايته: (أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ)[21]، (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ)[22]، (وَ لِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ)[23].

و إذا اتّصل كلّ فصل إلى وصل‏[24]، و التحق كلّ فرع إلى أصله‏[25]، و بلغ كتاب كلّ‏[26] شي‏ء أجله‏[27] (وَ جُمِعَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ)[28]، و انكدر نور الكواكب، و كوّرت الشمس‏[29]، و انتثرت الكواكب‏[30]، (وَ خَسَفَ الْقَمَرُ)[31]، و رجعت السماوات‏