⬅️ خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه نود ام
🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
✅با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
⏰زمان: دو شنبه 10 آبان ماه 1400
⬅️مجری: پژوهشکده علوم و اندیشه سیاسی
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 141
فإنّ لكلّ من هذه التسعة عشر مدخلا في إثارة[1] نار الجحيم التي منشؤها ثوران حرارة جهنّم الطبيعة التي كانت اليوم كامنة عن نظر الخلائق، و ستبرز يوم القيامة بحيث يراها الناس محرقة للجلود قطّاعة (نَزَّاعَةً لِلشَّوى* تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلَّى)[2].
فمن كان على هدى من ربّه، مستويا على صراط مستقيم[3] صراط اللّه العزيز الحميد، فيسلك سبيل اللّه بنور الهداية بقدمي العلم و العمل، يصل إلى دار السلام و يسلم من هذه[4] المعذّبات و المهلكات[5] و يتخلّص عن رقّ الدنيا و أسر[6] الشهوات: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ)[7].
اشراق عقليّ في[1] شجرة طوبى و شجرة الزّقوم
قال- سبحانه-: (طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ)[2]، و قال: (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ* طَعامُ الْأَثِيمِ)[3]– أي شجرة طعام الآثمين- (إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ)[4]– يعني الطبيعة الدنيويّة- (طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ)[5].
و «الطلع» عبارة عن مبدأ وجود البدن الموجب لحصول[6] الأثمار
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 142
و بروزها عن الأكمام، و الأثمار[7] هي الأغذية؛ كأنّه- أي كلّ طلع منها- رأس شيطان من الشياطين، و هي الأهوية المردية و الأماني الباطلة التي تتغذّى بها و تتقوّى نفوس أهل الضلال و تمتلئ بها طبائعهم و بواطنهم من الشهوات الدنيويّة الموجبة لنار الجحيم و العذاب الأليم.
و اعلم أنّ النفس الإنسانية إذا كملت في العلم و العمل، صارت كشجرة طيّبة، فيها ثمرات العلوم الحقيقيّة و فواكه المعارف اليقينيّة. فمثل شجرة «طوبى» مثال النفس السعيدة الكريمة علما و عملا؛ و قد روي في طريق أصحابنا- رضوان اللّه عليهم- أنّ «طوبى شجرة[8] [في الجنّة] أصلها في دار علي بن أبي طالب- عليه السلام- و ليس مؤمن إلّا و في داره غصن من أغصانها»[9]؛ و ذلك قول اللّه- تعالى-: (طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ)[10].
فتأويل ذلك من جهة «العلم» أنّ المعارف الإلهيّة- سيّما ما يتعلق بأحوال الآخرة- إنّما يحتاج فيها إلى اقتباس النور من مشكاة نبوّة خاتم الأنبياء- سلام اللّه عليه و عليهم- بواسطة أوّل أوصيائه و أشرف أولياء أمّته- عليه السلام-؛ فإنّ أنوار العلوم الإلهيّة إنّما انتشرت في نفوس[11] المستعدّين من بدر ولايته و نجم هدايته، كما أفصح عنه قول النبي- صلى اللّه عليه و آله و سلّم-: «أنا مدينة العلم
و عليّ بابها»[12].
و ذاته المقدّسة بالقياس إلى سائر الأولياء و العلماء بالولادة المعنويّة، كذات آدم أبي البشر في الولادة الصوريّة؛ و لهذا ورد عن النبيّ- صلى اللّه عليه و آله و سلم-: «يا علي! أنا و أنت أبوا هذه الأمّة»[13].
قال صاحب الفتوحات المكيّة:
إنّ شجرة طوبى لجميع شجرات الجنان كآدم، لما ظهر منه من[14] البنين؛ فإنّ اللّه لمّا غرسها و سوّاها، نفخ فيها من روحه، و لمّا تولّى الحقّ غرس شجرة طوبى بيده و نفخ فيها من روحه، زيّنها بثمرة الحليّ و الحلل اللذين فيها زينة للابسها؛ فنحن أرضها كما جعل «ما على الأرض زينة لها»، و أعطت في ثمرة الجنّة كلّها من حقيقتها عين ما هي عليه، كما أعطت النواة النخلة، و ما يحمله النور الذي في ثمرها. (انتهى.)[15]
فظهر منه أنّ شجرة طوبى يراد بها أصول المعارف و الأخلاق ليكون زينة النفوس القابلة، كما أنّ ما على الأرض زينة لها؛ و ذلك لانّ أرض[16] تلك الشجرة إذا كانت نفوسا، فحللها لا بدّ أن تكون من قبيل[17] زينة العلوم و المعارف و محاسن الأخلاق و الملكات.