✍️خوانش متون فلسفه سیاسی اسلامی

⬅️ خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه پنجاه و یکم

✅با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی

🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی

⏰زمان: یکشنبه سیزدهم تیر ماه 1400

 


تحقيق عرشي‏[1]

اعلم أنّ هذه الأيّام، التي وقع خلقة المكوّنات فيها، ليست من أيّام الدنيا الّتي كلّ يوم منها في دورة الشمس بحركة الفلك الأقصى؛ بل من أيام الربوبيّة التي كلّ يوم منها مواز لألف‏

______________________________
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 68

سنة ممّا تعدّون: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)[2] (وَ إِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ)[3].

فهذه «السّتة الأيّام» ستّة آلاف سنة من زمان آدم- عليه السلام- مبدأ خلق الكائنات بحسب ما يعدّه أهل التواريخ و يضبطه المنجّمون إلى بعثة الرسول الخاتم- عليه السلام-[4]؛ فأخبر- سبحانه و تعالى- عن خلق المكوّنات في هذه المدّة باعتبار تكميلها[5]، لأنّ تكميل المكوّنات بوجوده- عليه السلام- و رسالته.

و[6] اعلم أنّ «أيام‏[7] الإلهيّة» غير «أيّام الربوبيّة» لأنّ «اليوم الإلهي» هي «يوم ذي المعارج» مقداره خمسين ألف سنة: (لَيْسَ لَهُ دافِعٌ* مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ* تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ* فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا)[8].

استبصار عقلي‏[9]

اعلم أنّ سبب وقوع النفوس‏[10] الإنسانية في هذا العالم و ابتلائها[11] بهذه البليّات الدنيويّة، التي‏

______________________________

المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 69

أحاطت بهم فيها، هو الخطيئة التي‏[12] اكتسبها- لنقص إمكاني في جوهره و قصور طبيعي في ذاته‏[13]– أبوهم آدم- عليه السلام- لمّا ذاق الشجرة و بدت سوآته، و هي الشجرة المنهيّة عن أكلها.

ثمّ لما تمّت حيلة إبليس على آدم و نال‏[14] بغيته بإيصال الأذيّة إليه و بلغ أمنيته‏[15] بإيقاع الوسوسة عليه، سأل‏[16] الإنظار إلى يوم يبعثون. فلمّا أجيب إلى يوم الوقت المعلوم، اتّخذ لنفسه جنّة غرس فيها أشجارا و أجرى‏[17] فيها أنهارا، مشاكلا بالجنّة التي أسكنها آدم- عليه السلام- و قاس عليها و هندس على مثالها ليجعل مسكن إمامه‏[18] و ذريّته و أولاده و أتباعه و أشياعه، و هي كمثل السراب الذي‏ (يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً)[19]؛ و ذلك أنّه من الجنّ، و قياسه كالقياس المغالطي السفسطي، و غرضه من ذلك الهندسة و القياس إبعاد الخلائق عن‏[20] سنن الحق و الصراط المستقيم و الطريق القويم.

فاجتهد، أيّها السالك إلى اللّه- تعالى- و الطائر بجناحي العلم و العمل، لعلّك توفّق للخروج من جنّة إبليس؛ فترجع إلى جنّة[21] أبيك آدم- عليه السلام-

______________________________
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 70

و تتخلّص من أدناس أجناس ذريّة إبليس، و هم المعتكفون في زوايا الأمور الدنياويّة[22]، من الكفرة المتمرّدين و الضّلال المنافقين. أعاذنا[23] اللّه‏[24] من اتّباع إبليس و جنوده، و رزقنا الاجتناب من محاسن أمور الدنيا و زخارفها[25] و مثالاتها الهيولانيّة! فإنّ من ركن إليها و غرق في بحار شهواتها و تناول محرّماتها[26] و انهمك في لذّاتها، فقد طالت بليّته و عظمت رزيّته و حيل بينه و بين جنّة أبيه‏[27].