خوانش متون فلسفه سیاسی اسلامی
خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه پنجاه و پنجم
با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
زمان: سه شنبه بیست و دوم تیر ماه 1400
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 74
تحقيق
اعلم أنّ الغرض من هذه الموجودات و قواها الطبيعيّة و النباتيّة و الحيوانيّة- كلّها- خلقة الإنسان «7»، الّذي هو الثمرة العليا و اللبّ الأصفى و الغاية القصوى من وجود سائر الأكوان؛ و للإشارة «8» إلى أنّ كلّ ما يوجد في العالم من سائر الأكوان «9» فإنّما خلق لأجل الإنسان قال اللّه «10»- تعالى- في باب المعادن و الجمادات «11»: (وَ ما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) «12»، و قال «13»: (وَ هُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا
__________________________________________________
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 75
وَ تَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها …) «1»، و قال في باب النبات: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ) «2».
و اعلم أنّ اللّه- تعالى- «3» جعله إنسانا في سبع درجات، و أشار إلى ذلك في عدّة مواضع مختلفة حسب ما اقتضته «4» الحكمة. فقال في موضع: (خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ) «5» إشارة إلى المبدأ الأوّل؛ و في آخر «6»: (مِنْ طِينٍ) «7» إشارة الى الجمع «8» بين التراب و الماء؛ و في آخر: (مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) «9» إشارة إلى الطين المتغيّر بالهواء أدنى تغيّر «10»؛ و في آخر: (مِنْ طِينٍ لازِبٍ) «11» إشارة إلى الطين المستقرّ على حالة من الاعتدال يصلح لقبول الصورة؛ و في آخر: (مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) «12» إشارة إلى نتنه «13» و سماع صلصلة «14» منه؛ و في آخر: (مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ) «15» و هو الذي قد أصلحه «16» أثر من النّار فصار كالخزف، و بهذه القوّة الناريّة حصل في الإنسان أثر من الشيطنة، و إلى «17» هذا المعنى أشار بقوله: (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ) «18»، فنبّه على أنّ الإنسان فيه من
__________________________________________________
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 76
القوّة الشيطانيّة بقدر ما في الفخّار من أثر النار و أنّ الشيطان ذاته من «المارج» الذي لا استقرار له. ثمّ نبّه على تكميل الإنسان بنفخ الروح فيه بقوله «1»: (إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي …) «2»؛ ثمّ نبّه على تكميل نفسه بالعلوم و المعارف بقوله «3»: (وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) «4».
فقد تبيّن أنّ وجود الإنسان لم يحدث من اللّه إلّا بعد استيفاء الطبيعة «5» جميع درجات الأكوان و طيّها منازل النبات و الحيوان، فيجتمع في ذاته جميع القوى «6» الأرضية و الآثار النباتيّة و الحيوانية، و هذا أوّل درجات الإنسانية الّتي «7» اشترك فيها جميع أفراد الناس. ثمّ في قوّته الارتقاء إلى عالم السماء و مجاورة الملكوت الأعلى بتحصيل العلم و العمل. ثمّ له أن يطوي بساط الكونين «8» و يرتفع من العالمين «9» بأن يستكمل ذاته بالمعرفة الكاملة و العبوديّة التامّة و يفوز بلقاء اللّه بعد فنائه عن ذاته و يسمع دعاؤه فى حظيرة قدس الجبروت. و حينئذ يكون رئيسا مطاعا في العالم «10» العلوي «11» مسجودا للملائكة ساريا حكمه في الملك و الملكوت «12»، أولئك خيار خلق اللّه. جعلنا اللّه و إيّاكم بشرا يقينيّا و إنسانا حقيقيّا.