خوانش متون فلسفه  سیاسی اسلامی

⬅️ خوانش  و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا  جلسه  چهل و نهم

✅با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی

زمان: پنج شنبه سوم اسفند ماه     1398

🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی

 

المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 65

فالغرض من أصل الإبداء و جود البارئ‏[1] و فيضه أن يصل كلّ ناقص إلى كماله، و تبليغ‏[2] المادّة إلى صورتها، و الصورة إلى معناها و نفسها، و النفس إلى درجة العقل و مقام الرّوح؛ و هناك الرّاحة و الطمأنينة و السعادة[3] القصوى و الخير الأعلى. و المقصد الأقصى و اللباب الأصفى في بناء الأرض و السماء و جري سفينة الهيولى في طوفان الدنيا ليحيى من حيّ عن بيّنة و يهلك من هلك عن بيّنة[4]؛ و لأجل هذا جي‏ء الأنبياء و الرسل و الكتاب و الدعاء[5]، التي هي كالمعلم لهذه السفينة، حتى لا تقطع‏[6] السفينة طريق الشرّ و ينقطع الشرّ و يصل الجالسون فيها إلى بنادرهم‏[7] و تزول الدنيا و تقوم القيامة و ينمحق الشرّ و أهله.

فاحفظ، يا أخي، هذا العلم المخزون و السرّ المكنون الّذي‏ (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ)[8].

برهان عقلي‏

اعلم أنّ «الحادث» بعد ما لم يكن، لا بدّ له‏[9] من مرجّح؛ لاستحالة حدوث شي‏ء لا عن سبب. و ذلك المرجّح لا بدّ أن يكون حادثا كلّه أو شي‏ء من تمامه، و إلّا لدام «الترجيح» فدام «الأثر»، فلم يكن حادثا و قد فرض حادثا[10]، هذا خلف. ثم يعود الكلام إلى مرجّح المرجّح‏[11]، فإمّا

المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 66

أن يتسلسل علل حادثة مجتمعة لا إلى نهاية، و هو باطل، لما علمت أنّ البارئ- جلّ اسمه- مبدأ سلسلة الممكنات كلّها، و هو أزليّ غير حادث؛ أو يكون أسبابا متعاقبة كلّ منها سبب للاحقه، فيجب أن ينتهي السلسلة إلى سبب هو علّة العلل كلّها؛ فإذن قد ثبت أنّ العالم الجسماني حادث بجميع ما فيه.

و اعلم أنّ مسألة حدوث العالم مع إثبات الصانع و توحيده و توحيد صفاته إحدى المسائل الشريفة[1] الّتي منّ اللّه على محقّقيه و فضّله على كثير من خلقه تفضيلا[2]. (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ).[3]

.