خوانش متون فلسفه سیاسی اسلامی
خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه شصت و سوم
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
زمان:دو شنبه دهم مرداد ماه 1400
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 91
و لذا قيل: ما من مذهب إلّا و للتناسخ فيه قدم راسخ؛ و بهذا المعنى محمول ما ورد من القول بالتناسخ، من أساطين الحكمة، كأفلاطون و من قبله مثل سقراط و فيثاغورس و انباذقلس و اغاثاذيمون و هرمس المسمّى بوالد الحكماء.
و إذا حقّقت هذا، يظهر[1] لك أنّ النزاع لفظي؛ فالكلّ متّفقون في بطلان التناسخ بالمعنى المشهور. و من التناسخ الحقّ عند أئمّة الكشف و الشهود و أرباب الملل و الشرائع ما يمسخ الباطن و ينقلب الظاهر من صورة ما ينقلب إليه الباطن لغلبة القوّة النفسانية، حتى صارت تغيّر المزاج و الهيئة على شكل ما هو عليه من صفة حيوان، و هذا في[2] قوم غلبت شقوة نفوسهم و ضعفت عقولهم.
و هذا المسخ كثير في زماننا هذا، كما كان مسخ الظاهر في بني إسرائيل.
و يدلّ بهذا[3] قول النبي- صلى اللّه عليه و آله و سلم- في صفة قوم: «إخوان العلانية أعداء السريرة، ألسنتهم أحلى من العسل و قلوبهم[4] قلوب الذئاب يلبسون للناس جلود الضأن من اللّين»[5]. فهذا[6] مسخ البواطن، فهو[7] أن يكون قلبه قلب ذئب، و صورته صورة إنسان؛ و اللّه العاصم من هذه القواصم.
كلام[8] في دفع حجج الخصوم
اعلم أنّ المشهور في بيان إبطال التناسخ أنّ النفوس إذا كانت مستنسخة، لزم أن يكون لبدن واحد نفسان أو لبدن واحد نفوس، و الكلّ محال. و هذا الدفع مشهور، كما ذكره الشيخ في الإشارات. و لنورد بعض حججهم؛
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 92
و نجب عنهم بتوفيق اللّه- جلّ ذكره[9].
حجّة لهم، و هي[10] أنّ الجهّال[11] و الفجرة لو تجرّدوا عن الأبدان و الأجرام و عن قوّة مذكّرة[12] لقبائح أفعالهم و خطأ جهالاتهم مدركة لملكاتهم و آرائهم، فتخلّصوا إلى الملكوت[13] الأعلى، فأين الشقاوة؟
و الجواب: إنّ لهم أبدانا أخروية حشروا إليها و أدركوا بها و تعذّبوا بأنواع الآلام المناسبة لأعمالهم.
حجّة أخرى: ليس للحيوان[14] عضو إلّا و للحرارة عليه سلطنة بالتحليل؛ ثمّ إنّ للحيوانات عجائب أفعال و حركات ذهنيّة، كالنحل و مسدّساته، و العنكبوت و منسوجاته، و القرد و الببّغاء[15] و محاولاتهما لأفعال العقلاء، و غير ذلك من رئاسة الأسد و تكبّر نمر و سماع الإبل و فراسة الفرس و وفاء الكلب و حيلة الغراب، و[16] هذه كلّها ليست[17] بكيفيّة المزاج أو بالطبيعة الجرميّة؛ و احتراز الغنم عن الذئب إن كان عن[18] جزئي يحفظ في الخيال، فلم[19] يكن محترزا[20] عما يخالفه في المقدار و الشكل و اللون، و إذ ليس، فعن[21] معنى كلّي يستلزم نفسا مجرّدة لم يجز في العناية إهمالها دون الصعود إلى رتبة الإنسان أو الوصول إلى السعادة العقليّة بعد المفارقة.
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 93
الجواب[22]: إنّ لكلّ حيوان ملكا يلهمه و هاديا يهديه إلى خصائص أفاعيله العجيبة، كما في قوله- تعالى-: (وَ أَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ …)[23]. و أسخف التناسخيين[24] في الرأي من ذهب إلى امتناع مفارقة شيء من النفوس عن الأبدان لأنّها جرميّة النسخ متردّدة في أجساد الحيوانات؛ (أولئك ممّن[25] غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ لَعَنَهُمْ وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِيراً)[26].