خوانش متون فلسفه سیاسی اسلامی
خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه شصت و ششم
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
زمان: دوشنبه هجدهم مرداد ماه 1400
المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 402
نقل و ردع
إن من الفلاسفة من تأول الآيات الصريحة في الحشر الجسماني فيصرفها عن الجسمانيات و يحملها على الروحانيات، قائلا: إن الخطاب للعامة و أجلاف الأعراب و العبرانيون لا يعرفون الروحانيات و اللسان العربي مشحون بالمجازات و الاستعارات.
المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 403
و الظاهر من كتب الشيخ الرئيس أنه لم ينكر المعاد الجسماني و حاشاه عن ذلك، إلا أنه لم يحصل بالبيان و البرهان، فإنه قال في غير موضع من كتبه: إن المعاد قسمان، جسماني و روحاني، أما الجسماني فقد أغنانا عن بيانه الشريعة الحقة التي أتى به سيدنا و مولانا محمد” ص”، أما الروحاني فنحن نشتغل ببيانه.
تفصيل و تذكر
إن الغزالي في كتاب سماه بفيصل التفرقة بين الإسلام و الزندقة، بين أن للأشياء خمسة وجودات، ذاتي و حسي و خيالي و عقلي و شبهي.
المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 404
و قال بعض الناظرين في كلامه: إنه بما فتحه، يفتح في التأويل باب وسيع، و يرد عليه إيراد شنيع، إنه مع غلوه في التأويلات و حمله الأحاديث و الآيات على محامل يحملها و مخايل خيلها أو تخيل شرذمة من الحكماء، و كيف أتى بالإصرار في التكفير و الإنكار قائلا في رسالته المنقذ من الضلال: يجب تكفير الفارابي و ابن سينا، من متفلسفة الإسلام، مع أنهما لم يبلغا في التأويل و الصرف عن الظاهر مبلغه، و ليس ما له وجه من كلامه إلا و بإزائه ما له وجه من كلامهما، و إنه كيف كفر الحكماء في قولهم بالقدم و في نفي علمه تعالى بالجزئيات و إنكارهم حشر الأجساد، مع أن هذا القول و النفي و الإنكار لم يثبت منهم على وجه يلزمهم كفر، و لو ثبت على ما أثبت و ادعى ثبوته، فلم يؤول بمثل ما يؤول به كلام نفسه. فإنه قد صرح بالقدم حينا و لم لا يحمل الحشر و ما يقال في النشأة الأخرى قول على أحد الوجودات. و الحكماء الذين كفرهم في هذا لا ينكرون الأمور العقلية أصلا، و كافة الحكماء يقرون بأنه تعالى يعلم الكليات و الجزئيات” و لا يعزب عن علمه
المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 405
بسط مقال لتحقيق حال
الحق الحقيق بالتصديق، أن الغزالي في أكثر القواعد الدينية و الأصول الإيمانية كان يتبع الحكماء، و منهم يأخذ كثيرا من عقائده لأنه وجد مذاهبهم في باب أحوال المبدإ و المعاد أوثق المذاهب و أتقن الآراء العقلية و أصفى من الشبهة و الشكوك، و كلماتهم أبعد من التخالف و التناقض من كلمات غيرهم.
و أما التكفير و الإنكار و الرد و الاستنكار الذي وقع منه في كتبه، فهو إما بناء على المصلحة الدينية من حفظ عقائد المسلمين من الضيغ و الضلال مما سمعوه من كلام الحكماء من غير فهم و دراية و صرف للكفر في معانيه و حراسته لدينهم حتى لا تزل أقدامهم بما قرع أسماعهم من الناقصين و المتفلسفين، أن تعلم الحكمة يوجب الاستغناء عن الشريعة، و أن قدم العالم مطابق للبرهان و مقتضى العقل و الإيقان، و أن لا حشر و لا نشر و لا مجازاة في الأعمال و الأفعال إلى غير ذلك من المجازفات في الكلام.
و إما لأجل التقية و الخوف عن تكفير الظاهريين من فقهاء زمانه إياه، و مشهور أن بعضا من أهل زمانه حكم بكفره و كتب رسالته في تكفيره و تضليله.
و إما لأنه كان في أوائل حاله و قبل براعته و كماله في المعرفة، مكفرا للحكماء، حيث ظن أنهم نفوا عن الباري القدرة و العلم بالجزئيات، و أنكروا الحشر الجسماني ثم بعد ما أمعن في كلامهم و تفطن أنهم قائلون بالأمور الثلاثة على وجه دقيق لا يفهمه الجمهور لما في عقولهم و مداركهم من القصور، رجع و تاب و استقر رأيه و مذهبه على ما هو رأيهم و مذهبهم.
المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 407
و الحق عندنا أن الحق الحقيق بالاعتقاد و التصديق في مسألة المعاد هو بعينه، ما يدل عليه ظواهر الكتاب و السنة، و ما ورد به الشريعة الحقة، و أن كلما ورد به في الكتاب و السنة، حق بظاهره من غير صرف عن الظاهر متى لم يكن في الصرف باعث عقلي أو شرعي.
…..و أعجب العجائب أن هذا القائل الذي نقلنا كلامه في تكفير من يسمى بحجة الإسلام ذكر كلاما في رسالة سماها مجلي الدقائق بهذه العبارة:
يمكن أن يتعلق النفس المفارقة ببدنه مرة أخرى، بل امتناع عدم تناهي المقادير المستلزم لعود الأوضاع و مقابلتها ربما يوجب ذلك، و بذلك يتحقق المعاد الجسماني الموعود في الكلام الإلهي بلا تأويل. انتهت عبارته.
أقول: انظروا معاشر المتعلمين كيف زلت قدم هذا النحرير في هذا الركن العظيم من الإسلام حيث جعل مذهب يوذاسف التناسخي الذي طعن فيه أكثر العلماء مناط إثبات الحشر و البعث للنفوس و الأرواح و هل هذا إلا إنكار حقيقة المعاد و اليوم الآخر و النشأة الثانية مطلقا و إبطال ما ذهب إليه الحكماء و أرباب الشرائع رأسا.