خوانش متون فلسفه سیاسی اسلامی
خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه شصت و هفتم
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
زمان: سه شنبه نوزدهم مرداد ماه 1400
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 95
المظهر الثّاني في أنّ الإنسان يبعث بجميع قواه و جوارحه
اعلم أنّ كلّ قوّة من قوى العقل العملي للإنسان يسرى من نفسه إلى البدن[1]، فإنّ النفس بمنزلة طير سماويّ له أجنحة و رياش. فالجناحان قوّتاه العلميّة و العمليّة، و رياشه هي[2] القوى، و البدن الجسماني بمنزلة البيضة الّتي يخرج منها[3] الطير؛ فإذا حان وقت الطيران، يطير بجناحيه إلى السماء و يحمل معه كلّ ريشة من رياشه. فهذا هو مثال النفس؛ و الغرض من بعث القوى الإشارة إلى أنّ لكلّ قوّة كمالا[4] و لذّة و ألما يناسبها.
تحقيق
اعلم أنّ خلق «عالم الكبير» و بعثه كخلق «عالم الصغير» و بعثه:
(ما خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ)[5]. فكما أنّ أعضاء البدن
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 96
بعد الفطرة مستحيلة كائنة فاسدة و روحه باقية، إلّا أنّها في أوائل النشأة ضعيفة الوجود و[6] بالقوّة شبيهة بالعدم، حتّى يخرج في أيّام الحياة البدنيّة من القوّة إلى الفعل و يشتدّ وجود الروح و يستكمل و يقوى على التدريج، و يضعف البدن و يهرم و يكلّ القوى و الآلات شيئا فشيئا، و هكذا إلى أن يفنى البدن و يموت: (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ)[7]، و يبقى الروح راجعة إلى ربّها: (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ* ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً)[8]؛ [ف] كذلك جملة[9] العالم، فإنّ السماوات و الأرض و ما بينهما أبدا في الانتقال و التبدّل، حتى يخرج ما فيها من النفوس و الأرواح من القوّة إلى الفعل على التدريج في[10] مدّة عمره الطبيعي و يدور كلّ ما هو[11] دوّار في مدّة خمسين ألف سنة، فيرجع في تلك المدّة جميع النسب و الأوضاع إلى ما كانت أوّلا، لقوله- تعالى-: (وَ السَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ)[12] و قوله:
(تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)[13].
فإذا انقضت المدّة و تمّت العدّة، برزت إلى عالم الآخرة حقيقة الدنيا و خرجت من القوّة إلى الفعل جميع ما هو مكنون في قبور الأجسام و مخزون في صدور النفوس[14] و خزائن الأرواح: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً)[15].