خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه شصت و نهم
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
زمان: دوشنبه بیست و پنجم مرداد ماه 1400
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 99
المظهر الثّالث في حقيقة الموت
اعلم أنّه قد ثبت أنّ الإنسان مركّب من جوهرين: بدن جسمانيّ، و نفس عقلاني. و البدن «محمول»، و النفس «حاملة» له[1]؛ لا أنّ البدن حامل[2] لها، كما ظنّ أكثر الخلق[3]، حيث قرع أسماعهم أنّها زبدة العناصر و صفوة[4] الطبائع، و ليس الأمر كما توهّموه.
و لا تظنّن[5] أنّ ما سردنا عليك مناف لقول المتألهين[6] من أنّ النفوس مسافرون[7] إلى اللّه- تعالى- و الأبدان مراكب المسافرين؛ لأنّ قولهم يعين[8] ما قلنا[9]، لأنّ الراكب يحفظ المركب و يربّيه.
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 100
و بالجملة، حقيقة الموت انزجار النفس أوّلا[10] عن البدن و إعراضها عن عالم الحواس، و إقبالها على اللّه و ملكوته على التدريج؛ حتى إذا بلغت غايتها من التجوهر[11] و مبلغها من الفعليّة و الاستقلال في الذات[12]، ينقطع تعلّقها عن البدن بالكليّة، و هذا هو «الأجل الطبيعي» القضائي، دون «الأجل الاخترامي[13]» الذي هو بحسب القواطع الاتّفاقية[14] القدريّة. و ليس الأمر في حقيقة الموت ما قاله[15] بعض الطبيعيّين و الأطبّاء[16] من أنّه[17] انقطاع تعلّق النفس من[18] البدن لفساد مزاج البدن و اختلال[19] البنية.
و لنذكر- لتوضيح[20] المقام- مثالا مقرّبا إلى الأفهام؛ فاعلم أنّ مثال البنية الإنسانية في هذا العالم مثال السفينة في الحكمة[21] الإلهيّة[22]، و من فيها من القوى النفسانيّة و الجنود المسخّرة بإذن اللّه آمر هذه السفينة لمصلحة[23] حالها؛ فإنّ سفينة البدن لا يتيسّر لها السير إلى الجهات إلّا بهبوب[24] رياح الإرادات التي يختار[25] صاحبها؛ فإذا سكنت الريح، وقفت السفينة عن الجريان: (بِسْمِ اللَّهِ
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 101
مَجْراها وَ مُرْساها)[26].
فكما أنّه إذا سكنت الريح- التي نسبتها إليها[27] كنسبة النفس إلى الجسد-، وقفت السفينة قبل أن يتعطّل شيء من آلاتها؛ كذلك جسد الإنسان إذا فارقته النفس، لا يتهيّأ له الحركة[28] و إن لم يعدم من آلته شيء إلّا ذهاب ريح الروح منه.
و بالبرهان حقّق أنّ الريح ليس من جوهر[29] السفينة، و لا السفينة حاملة[30] للريح، بل الريح حاملها؛ كذلك الروح ليس من جوهر الجسم.