خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه هفتادم
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
زمان: سه شنبه بیست و ششم مرداد ماه 1400
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 101
مَجْراها وَ مُرْساها)[1].
فكما أنّه إذا سكنت الريح- التي نسبتها إليها[2] كنسبة النفس إلى الجسد-، وقفت السفينة قبل أن يتعطّل شيء من آلاتها؛ كذلك جسد الإنسان إذا فارقته النفس، لا يتهيّأ له الحركة[3] و إن لم يعدم من آلته شيء إلّا ذهاب ريح الروح منه.
و بالبرهان حقّق أنّ الريح ليس من جوهر[4] السفينة، و لا السفينة حاملة[5] للريح، بل الريح حاملها؛ كذلك الروح ليس من جوهر الجسم.
و تحدّس من هذا الفرق بين الأجل الطبيعي و الاخترامي[6]، المسمّيان عند المحدّثين ب «الأجل الحتمي» و «الأجل الموقوفي[7]»، لأنّ الفرق في مثال السفينة ظاهر؛ لأنّك إذا علمت أنّ هلاك السفينة- إذا هلكت-[8] لا يخلو من حالين: إمّا بفساد من جهة[9] جرمها أو انحلال تركيبها، فيدخلها الماء، و يكون ذلك سببا لغرقها[10] و استحالتها و هلاك من فيها إن غفلوا عنها و لم يتداركوا بإصلاحها لها[11]؛ كهلاك الجسم و قواه من غلبة إحدى[12] الطبائع من تهاون صاحبه به و غفلته، فلا تبقى النفس معه وقت[13] فساده؛ كما لا تبقى الريح للسفينة، و الريح موجودة في هبوبها غير معدومة في الموضع[14] الذي كانت قبل السفينة؛ فهذا هو الأجل[15] الاخترامي.
و أمّا الأجل الطبيعي، مثل أن يكون هلاك السفينة بقوّة الريح العاصفة الهاوية[16]
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 102
الواردة[17] منها على السفينة، ما ليس في وسع آلتها حملها[18]، فيضعف الآلة و تكسّرت[19] الأداة[20] فغرقت السفينة؛ فكذلك الروح و الجسم.
فإن كان الساكنون في السفينة عارفين بموجب التقدير الإلهي، اطمأنت نفوسهم و سلّموا إلى ربهم و وعظ بعضهم بعضا بالصبر و قلّة الجزع و شوق الارتحال إلى دار المعاد؛ فإذا تمّ لهم[21] هذا العمل و السياسة، فقد استراحوا من الغمّ و الهمّ و وصلوا إلى النعيم الدائم[22]. و إن كانوا غير عارفين، فجزاؤهم الجحيم و الحرمان عن النعيم و البعد عن الحقّ العليم.
فاعلم أيها السالك الخبير و الطالب البصير أنّك قاصد بحسب الفطرة إلى ربّك، صاعد[23] إليه منذ يوم خلقت نطفة في الرحم، تنقل من حال إلى حال، و من مرتبة إلى مرتبة، حتى تلقى ربّك و تشاهده و تبقى عنده[24] نفسك. إمّا فرحانة ملتذّة مسرورة[25] مخلّدة أبدا مع النبيّين و الصدّيقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا[26]؛ و إمّا محزونة متألّمة خاسرة معذّبة[27] بنار اللّه الموقدة مع الكفرة و الشياطين و الفجرة، فبئس القرين- أعاذنا اللّه و إيّاكم من شرّ هذه النفوس المردية[28] المهلكة.