خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه هفتاد و یکم
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
زمان: دوشنبه اول شهریور ماه 1400
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 102
الواردة[1] منها على السفينة، ما ليس في وسع آلتها حملها[2]، فيضعف الآلة و تكسّرت[3] الأداة[4] فغرقت السفينة؛ فكذلك الروح و الجسم.
فإن كان الساكنون في السفينة عارفين بموجب التقدير الإلهي، اطمأنت نفوسهم و سلّموا إلى ربهم و وعظ بعضهم بعضا بالصبر و قلّة الجزع و شوق الارتحال إلى دار المعاد؛ فإذا تمّ لهم[5] هذا العمل و السياسة، فقد استراحوا من الغمّ و الهمّ و وصلوا إلى النعيم الدائم[6]. و إن كانوا غير عارفين، فجزاؤهم الجحيم و الحرمان عن النعيم و البعد عن الحقّ العليم.
فاعلم أيها السالك الخبير و الطالب البصير أنّك قاصد بحسب الفطرة إلى ربّك، صاعد[7] إليه منذ يوم خلقت نطفة في الرحم، تنقل من حال إلى حال، و من مرتبة إلى مرتبة، حتى تلقى ربّك و تشاهده و تبقى عنده[8] نفسك. إمّا فرحانة ملتذّة مسرورة[9] مخلّدة أبدا مع النبيّين و الصدّيقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا[10]؛ و إمّا محزونة متألّمة خاسرة معذّبة[11] بنار اللّه الموقدة مع الكفرة و الشياطين و الفجرة، فبئس القرين- أعاذنا اللّه و إيّاكم من شرّ هذه النفوس المردية[12] المهلكة.
تذنيب[13]
اعلم أنّ الروح إذا فارق البدن العنصري، يبقى معه أمر ضعيف الوجود من هذا البدن، قد عبّر عنه في الحديث
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 103
ب «عجب الذنب»[14]. و قد اختلفوا في معناه؛ قيل: هو العقل الهيولاني، و قيل: الهيولى الأولى[15]، و قيل: الأجزاء الأصليّة[16]، و قال أبو حامد الغزالي: إنّما هو النفس و عليها منشأ النشأة الآخرة[17]، و قال أبو يزيد الوقواقي: هو جوهر فرد يبقى من هذه النشأة لا يتغيّر[18] ينشأ عليه النشأة الثانية[19]، و عند الشيخ العربي هي أعيان الجواهر الثابتة[20].
و لكلّ وجه، و[21] لكن الحقّ بقاء «القوّة الخيالية»[22]؛ فالنفس[23] إذا فارقت البدن و حملت المتخيّلة المدركة للصورة[24] الجسمانية، فلها أن تدرك أمورا جسمانية و تتخيّل ذاتها بصورتها[25] الجسمانية التي كانت[26] تحسّ بها في وقت الحياة- كما في المنام كانت تتصوّر بدنها الشخصي مع تعطّل هذه الحواس-؛ فإنّ للنفس في ذاتها سمعا و بصرا و ذوقا و شمّا تدرك بها المحسوسات الغائبة عن
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 104
هذا العالم إدراكا جزئيّا، فيتصوّر ذاته مفارقة عن الدنيا و يتوهّم نفسه عين الإنسان المقبور[27] الذي على صورته و يجد بدنه مقبورا و يدرك الآلام الواصلة إليه على سبيل العقوبات الحسيّة[28].
و لا تعتقد أنّ هذه الأمور التي يراها الإنسان بعد موته من أحوال القبر و أهوال البعث أمور موهومة لا وجود لها في الأعيان- كما زعمه بعض[29] المتشبثين بأخيال[30] الحكماء الغير الممعنين في أسرار الوحي و الشريعة-؛ فإنّ من كان معتقدا هذا[31]، فهو كافر ضال في الحكمة؛ بل أمور القيامة أقوى في الوجود[32] و أشدّ تحصّلا في التجوهر.