⬅️ خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه هشتاد و یکم

🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی

✅با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی

⏰زمان:سه شنبه 23 شهریور ماه 1400

المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 126

المظهر الثّامن في نشر الصحائف و إبراز الكتب‏

اعلم أنّ «القول» و «الفعل»، ما دام وجودهما في أكوان الحركات و الأصوات، فلا حظّ لهما من البقاء و الثبات؛ و لكنّ من فعل فعلا أو[1] نطق بقول يحصل منه أثر في نفسه و حالة تبقى زمانا. و إذا تكرّرت الأفاعيل، استحكمت الآثار في النفس؛ فصارت الأحوال ملكات، فتجتمع في ذاته و خزانة مدركاته.

و هو «كتاب مسطور» [مستور][2] اليوم عن مشاهدة الأبصار، فيكشف له بالموت ما يغيب عنه في حال الحياة ممّا كان مسطورا.

فكلّ من فعل «مثقال ذرّة خيرا أو شرّا[3]» وجده مكتوبا في صحيفة ذاته، أو صحيفة أعلى منها، و هو نشر الصحائف؛ فإذا حان وقت أن يقع بصره على وجه‏

 

المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 127

ذاته، انكشف له عند ذلك قائلا: (ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها)[4]؛ و عند ذلك يصير[5] حديد البصر قارئا لكتاب نفسه: (فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)[6]، (وَ نُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً* اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى‏ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً)[7].

و قد ورد في هذا الباب من طريق أهل البيت- عليهم السلام- و غيرهم أحاديث كثيرة عن النبي- صلى اللّه عليه و آله و سلم-؛ منها ما روي عن قيس بن عاصم أنّه قال- صلى اللّه عليه و آله و سلم-:

يا قيس! إنّ مع‏[8] العزّ ذلّا، و إنّ مع الحياة موتا، و إنّ مع الدنيا آخرة، و إنّ لكلّ شي‏ء رقيبا[9]، و على كلّ شي‏ء حسيبا، و إنّ لكلّ أجل كتابا؛ و أن‏[10] لا بدّ لك‏[11] من قرين يدفن معك و هو حيّ، و تدفن معه و أنت ميّت؛ فإن كان كريما، أكرمك، و إن كان لئيما، أسلمك‏[12]؛ ثمّ لا يحشر إلّا معك، و لا تحشر إلّا معه، و لا تسأل إلّا عنه. فلا تجعله إلّا صالحا؛ فإنّه إن صلح، آنست به، و إن فسد، لا تستوحش إلّا منه و هو فعلك.[13]

المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 128

و منها قوله- صلى اللّه عليه و آله و سلم-: «إنّ الجنّة قيعان و إنّ غراسها سبحان اللّه»[14].

و منها: «المرء مرهون بعمله»[15].

و منها: «خلق الكافر من ذنب المؤمن»؛ فمن كان من أهل السعادة و أصحاب اليمين و كان معلوماته أمورا مقدّسة، فقد أوتي كتابه بيمينه‏[16] من جهة عليّين: (إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ)[17]، و من كان من الأشقياء المردودين و كان معلوماته مقصورة على الجرميّات‏[18]، فقد أوتي كتابه من جهة سجين: (إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ)[19]، لكونه من المجرمين المنكوسين‏[20]: (وَ لَوْ تَرى‏ إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ)[21].