⬅️ خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه نود و چهارم
🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
✅با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
⏰زمان: یک شنبه 23 آبان ماه 1400
⬅️مجری: پژوهشکده علوم و اندیشه سیاسی
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 148
و أوضح الفرق بينهما بالفعل و الانفعال. و أمّا الفرق من جهة الفعل، فأفعال السياسة جزئيّة ناقصة مستبقاة مستكملة بالشريعة، و أفعال الشريعة كليّة تامّة غير محوجة إلى السياسة.
و الفرق من جهة الانفعال أنّ أمر الشريعة لازم لذات المأمور به، و أمر السياسة مفارق له. مثاله أنّ الشريعة تأمر الشخص بالصوم و الصلاة، فيقبل و يفعله بنفسه، فيعود نفعه[1] إليه؛ و السياسة إذا أمرت الشخص تأمر[2] برفعه الملبوس و أصناف التجمّل، و إنّما ذلك لأجل[3] الناظرين لا من أجل ذات اللابس.
تحقيق في سبب الرؤيا الصادقة
و ليعلم أوّلا أنّ معنى «الرؤيا» انحباس الروح من الظاهر إلى الباطن، و المراد من «الروح» هو الجوهر البخاري الحارّ[4] المركّب من صفوة الأخلاط؛ و هي مطيّة للقوى النفسانية، و بها تتحرّك القوى و تتّصل الحاسّة و المحرّكة إلى آلاتها[5]. و قد ذكر بعض صفاتها.
و بالجملة، هذه الروح بواسطة العروق الضوارب تنتشر[6] إلى ظاهر البدن؛ و قد تحبس إلى الباطن بأسباب، مثل طلب الاستراحة عن كثرة الحركة و مثل الاشتغال بتأثيره في الباطن لينفتح السدّ[7]، و لهذا يغلب النوم عند امتلاء المعدة، و مثل أن يكون الروح قليلا ناقصا فلا يفي بالظاهر و الباطن جميعا، و لنقصانها و زيادتها أسباب طبيّة مذكورة في كتب الأطبّاء.
فإذا انحبست الروح إلى الباطن و ركدت الحواس بسبب من الأسباب،
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 149
بقيت النفس فارغة عن شغل الحواسّ؛ لأنّها لا تزال مشغولة بالتفكّر فيما يورده الحواس عليها؛ فإذا وجدت فرصة الفراغ و ارتفعت عنها الموانع، استعدّت للاتّصال بالجواهر الروحانية الشريفة العقليّة- التي فيها نقوش جميع الموجودات كلّها المعبّرة عنها في الشرع ب «اللوح المحفوظ»- و [الجواهر][8] النفسيّة[9] و القوى الانطباعيّة من البرازخ العلويّة التي فيها صور الشخصيّات الماديّة و الجزئيّات الجسمانيّة.
فإذا اتّصلت بتلك الجواهر، قبلت ما فيها من النقوش، لا سيّما ما ناسب أغراض النفس و يكون مهمّا لها؛ فحينئذ إذ ارتفع الحجاب بالنوم- الذي هو أخ الموت- قليلا، يظهر في مرآة النفس شيء من النقوش و الصور[10] التي في تلك المرائي ممّا يناسبها و يحاذيها. فإن كانت تلك الصور جزئيّة و بقيت في النفس، تحفظ[11] الحافظة إيّاها على وجهها و لم يتصرّف فيه القوّة المتخيّلة، فيصدق هذه[12] الرؤيا؛ و إن كانت المتخيّلة غالبة أو إدراك النفس للصورة[13] ضعيفا، صارت المتخيّلة بطبعها إلى تبديل ما رأته النفس بمثال، كتبديل العلم باللبن و تبديل العدو بالحيّة و تبديل الملك بالبحر و الجبل.