⬅️ خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه  نود و ششم

🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی

✅با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی

⏰زمان: یک شنبه 30   آبان ماه  1400

⬅️مجری: پژوهشکده علوم و اندیشه سیاسی

المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 149

بقيت النفس فارغة عن شغل الحواسّ؛ لأنّها لا تزال مشغولة بالتفكّر فيما يورده الحواس عليها؛ فإذا وجدت فرصة الفراغ و ارتفعت عنها الموانع، استعدّت للاتّصال بالجواهر الروحانية الشريفة العقليّة- التي فيها نقوش جميع الموجودات كلّها المعبّرة عنها في الشرع ب «اللوح المحفوظ»- و [الجواهر][1] النفسيّة[2] و القوى الانطباعيّة من البرازخ العلويّة التي فيها صور الشخصيّات الماديّة و الجزئيّات الجسمانيّة.

فإذا اتّصلت بتلك الجواهر، قبلت ما فيها من النقوش، لا سيّما ما ناسب أغراض النفس و يكون مهمّا لها؛ فحينئذ إذ ارتفع الحجاب بالنوم- الذي هو أخ الموت- قليلا، يظهر في مرآة النفس شي‏ء من النقوش و الصور[3] التي في تلك المرائي ممّا يناسبها و يحاذيها. فإن كانت تلك الصور جزئيّة و بقيت في النفس، تحفظ[4] الحافظة إيّاها على وجهها و لم يتصرّف فيه القوّة المتخيّلة، فيصدق هذه‏[5] الرؤيا؛ و إن كانت المتخيّلة غالبة أو إدراك النفس للصورة[6] ضعيفا، صارت المتخيّلة بطبعها إلى تبديل ما رأته النفس بمثال، كتبديل العلم باللبن و تبديل العدو بالحيّة و تبديل الملك بالبحر و الجبل.

تذكرة

في أضغاث «الأحلام»، و هي المنامات التي لا أصل لها اعلم أنّ النفس بقوّتها الخياليّة التي هي لها[7] في عالمها بمنزلة القوة[8] المحرّكة في هذا العالم؛ فكما يصدر منها في عالم المحسوسات بقوّتها

 

المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 150

المحرّكة بإعانة غيرها من الأسباب أشياء من باب الحركات و التحوّلات تسمّى بالصنائع و الأفعال، كذلك تفعل باختراعها في مملكتها و عالمها بالباطن صورا و أشخاصا جسمانيّة بعضها مطابقة لما يوجد في العوالم و بعضها جزافيّات لا أصل لها في شي‏ء من العوالم و البرازخ.

و الصور المتأصّلة التي تكون في العوالم بعضها مطابقة لبعض، إذ النشآت و العوالم مطابقة بحسب الصور إلّا ما يخترعها[9] النفس بدعابة[10] المتخيّلة و شيطنتها، فإنّها مجرد «إنشاء» لا أصل‏[11] لها.

فإذا اخترعت المتخيّلة بدعابتها و اضطرابها- التي لا يفترّ عنها في أكثر الأحوال- صورا جزافيّة و انتقلت فيها و حاكتها بأمور أخرى في حال النوم و شاهدها النفس و بقيت مشغولة بمحاكاتها، كما تبقى مشغولة بالحواس في اليقظة، و خصوصا إذا كانت ضعيفة في جوهرها منفصلة عن آثار[12] القوى؛ فلا تستعدّ للاتّصال بالجواهر الروحانيّة. و المتخيّلة باضطرابها قويّة[13] بسبب من الأسباب، فلا تزال تحاكي و تخترع صورا لا وجود لها، و تبقى في الحافظة إلى أن تستيقظ فتذكّر[14] ما رآه في المنام.

و لمحاكاتها- أيضا- أسباب من أحوال البدن و مزاجه؛ فإن غلب على مزاجه الصفراء، حاكاها[15] بالأجزاء[16] الصفراء[17]؛ و إن كان فيه الحرارة، حاكاها بالنار و الحمّام الحارّ؛ و إن غلبت البرودة، حاكاها بالثلج و الشتاء و نظائرهما؛

 

المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 151

و إن غلبت السوداء، حاكاها بالأشياء السود و الأمور الهائلة.

و إنّما حصلت صورة النار- مثلا- في التخيّل عند غلبة الحرارة لأنّ الحرارة- التي في موضع- يتعدّى إلى مجاورها[18]، كما يتعدّى نور الشمس إلى الأجسام؛ بمعنى أنّه سيكون سببا لحدوثه، إذا خلقت الأشياء موجودة، أفاض‏[19] وجودا فائضا بأمثاله على غيره.

و القوّة المتخيّلة منطبعة في الجسم الحارّ، فيتأثّر بها تأثّرا[20] يليق‏[21] بطبعها؛ كما مرّ أنّ كلّ شي‏ء قابل يتأثّر من شي‏ء فإنّما يتأثّر منه بشي‏ء يناسب جوهر هذا القابل و طبعه. فالمتخيّلة ليست بجسم حتى تقبل نفس الحرارة، فتقبل من الحرارة ما في طبعها للقبول له، و هو صورة الحارّ، فهذا هو السبب فيه.[22]

تكملة معرفة سبب العلم بالمغيبات في اليقظة

قد عرفت سبب الاطلاع بالغيوب في النوم، من ركود الحواس و اتّصال النفس‏[23] بالجواهر العقليّة أو النفسيّة و قبولها من تلك المبادئ صورا تناسبها اهتمّت‏[24] بها.

و يمكن أن يكون ذلك‏[25] لبعض النفوس في اليقظة[26] لوسع قوّتها بالنظر إلى جانب العلوّ و جانب السفل جميعا، كما يقوى بعض النفوس ليجمع في حالة