⬅️ خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه نود و دوم
🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
✅با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
⏰زمان: دوشنبه 17 آبان ماه 1400
⬅️مجری: پژوهشکده علوم و اندیشه سیاسی
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 146
شممت رائحة ابنتي فاطمة.[1]
و بالجملة: الدنيا هي النشأة الناريّة[2] الداثرة الكائنة الفاسدة؛ من ركن إليها، استحقّ النار. و الآخرة هي النشأة النوريّة العالية الباقية؛ و هي صورة الجنّة و منازلها، إلّا[3] أنّها محجوبة عن هذه الحواس. فمن عرف نفسه و عرف ربّه، تجرّد ذاته عن غشاوة الدنيا و صار من أهل الآخرة و نعيمها: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)[4].
قاعدة في تحقيق الخلافة
اعلم أنّه لمّا اقتضى الحكم[5] الإلهيّة الجامعة لجميع الكمالات المشتملة على الأسماء الحسنى و الصفات العليا بسط مملكة الإيجاد و الرحمة و نشر لواء القدرة و الحكمة بإظهار الممكنات و إيجاد المكوّنات و خلق الخلائق و تسخير الأمور و تدبيرها، و كان مباشرة هذا الأمر من الذات القديمة الأحديّة بغير واسطة بعيدة جدّا، لبعد المناسبة بين عزّة[6] القدم و ذلّة الحدوث؛ فقضى- سبحانه- بتخليف نائب ينوب عنه في التصرّف و الولاية و الحفظ و الرعاية.
فلا محالة له وجه إلى «القدم» و يستمدّ من الحقّ- سبحانه-، و وجه إلى «الحدوث» يمدّ به الخلق فجعل على صورته خليفته، تخلف[7] عنه في التصرّف و خلع عليه خلع جميع أسمائه و صفاته و مكّنه في مسند «الخلافة» بإلقاء مقادير الأمور إليه و إحالة حكم «الجمهور» عليه.
فالمقصود من وجود العالم أن يوجد الإنسان الذي هو خليفة اللّه في
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 147
العالم. فالغرض من الأركان حصول النباتات، و من النباتات حصول الحيوانات، و من الحيوانات حصول الإنسان، و من الإنسان حصول الأرواح، و من الأرواح [حصول] الأرواح الناطقة، و من الأرواح الناطقة حصول خليفة اللّه في الأرض: (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)[8].
فالنبيّ لا بدّ أن يكون آخذا من اللّه و متعلّما من لدنه معطيا لعباده و هاديا لهم، فهو واسطة بين العالمين، سمعا من[9] جانب و لسانا إلى جانب؛ و هكذا حال سفراء اللّه إلى عباده و شفعائه يوم تناده.
فلقلب النبي بابان مفتوحان: باب مفتوح إلى عالم الملكوت، و هو عالم «اللوح المحفوظ» و منشأ[10] الملائكة العلميّة و العمليّة؛ و باب مفتوح إلى القوّة[11] المدركة، ليطالع ما في الحواس ليطّلع على سوانح مهمّات الخلق.
فهذا النبي[12] يجب أن يلزم الخلائق في شرعه الطاعات و العبادات ليسوقهم بالتعويد عن مقام الحيوانيّة إلى مقام الملكيّة، فإنّ الأنبياء رءوس القوافل.