در محضر نهج البلاغه-  جلسه  سی و  دوم

💠خطبه 28 

⬅️ مخاطبان: علاقمندان به مباحث نهج البلاغه  با رویکرد راهبردی

👤ارائه دهنده:استاد نجف لک زایی

⏰تاریخ انتشار:  شنبه 5  خرداد  ماه 1402

عناوین مهم بحث
*مبانی تفکر راهبردی اسلام *راهبرد تقدیم ارزش های اخروی بر ارزش های مادی *راهبرد مسابقه *راهبرد توبه
*راهبرد جمع توشه و زاد برای آخرت *راهبرد یاد معاد و آخرت *هدایت و ضلالت *بهشت و جهنم *مفاهیم متضاد ارادی دو تهدید اصلی برای اخرت انسان *اتباع الهوی و طول الامل *اجل *امل *ضرر *خسران *نفع *عمل *رغبت
*رهبت *حق و باطل *صراط مستقیم *مسابقه *جایزه

٢٨ ـ ومن خطبة له عليه السّلام

أمّا بعد ، فإنّ الدّنيا قد أدبرت ، وآذنت بوداع ،  وإنّ الآخرة قد أشرفت باطّلاع ، ألا وإنّ اليوم المضمار وغدا السّباق ، والسّبقة الجنّة والغاية النّار ، أفلا تائب من خطيئته قبل منيّته؟ ألا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه ؟ ألا وإنّكم فى أيّام أمل من ورائه أجل ، فمن عمل فى أيّام أمله قبل حضور أجله نفعه عمله ، ولم يضرره أجله ، ومن قصّر فى أيّام أمله قبل حضور أجله فقد خسر عمله وضرّه أجله ، ألا فاعملوا فى الرّغبة كما تعملون فى الرّهبة ، ألا وإنّى لم أر كالجنّة نام طالبها ، ولا كالنّار نام هاربها ،ألا وإنّه من لا ينفعه الحقّ يضرره الباطل ، ومن لم يستقم به الهدى يجرّ به الضّلال إلى الرّدى ، ألا وإنّكم قد أمرتم بالظّعن  ، ودللتم على الزّاد ، وإنّ أخوف ما أخاف عليكم اتّباع الهوى وطول الأمل ، تزوّدوا من الدّنيا ما تحرزون أنفسكم به غدا قال الشريف : أقول : لو كان كلام يأخذ بالأعناق إلى الزهد فى الدنيا ويضطر إلى عمل الآخرة لكان هذا الكلام ، وكفى به قاطعا لعلائق الآمال ، وقادحا زناد الاتعاظ والازدجار ، ومن أعجبه قوله عليه السلام «ألا وإنّ اليوم المضمار وغدا السّباق والسّبقة الجنّة والغاية النّار» فإن فيه ـ مع فخامة اللفظ ، وعظم قدر المعنى ، وصادق التمثيل ، وواقع التشبيه ـ سرا عجيبا ، ومعنى لطيفا ، وهو قوله عليه السلام : «والسبقة الجنة ، والغاية النار» فخالف بين اللفظين لاختلاف المعنيين ، ولم يقل «السبقة النار» كما قال «السبقة الجنة» ، لأن الاستباق إنما يكون إلى أمر محبوب ، وغرض مطلوب ، وهذه صفة الجنة وليس هذا المعنى موجودا فى النار نعوذ باللّه منها ، فلم يجز أن يقول «والسبقة النار» بل قال «والغاية النار» ، لأن الغاية ينتهى إليها من لا يسره الانتهاء ومن يسره ذلك ، فصلح أن يعبر بها عن الأمرين معا ، فهى فى هذا الموضع كالمصير والمآل ، قال اللّه تعالى : «قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى اَلنّٰارِ» ولا يجوز فى هذا الموضع أن يقال : سبقتكم ـ بسكون الباء ـ إلى النار ، فتأمل ذلك فباطنه عجيب وغوره بعيد. وكذلك أكثر كلامه عليه السلام ، وفى بعض النسخ ، وقد جاء فى رواية أخرى «والسبقة الجنة» ـ بضم السين ـ والسبقة عندهم : اسم لما يجعل للسابق إذا سبق من مال أو عرض ، والمعنيان متقاربان لأن ذلك لا يكون جزاء على فعل الأمر المذموم ، وإنما يكون جزاء على فعل الأمر المحمود.