خوانش متون فلسفه سیاسی اسلامی
خوانش و شرح کتاب الشواهد الربوبیة مشهد پنجم جلسه سوم
با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
زمان: پنج شنبه هجدهم خرداد ماه 1391
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية (مقدمه فارسى)، النص، ص: 338
الإحساس لم يتهافت على النار مرة بعد أخرى و قد تأذى بها أولا.
و بعد ذلك درجة المتخيلات و ما دام الإنسان في هذا المنزل حكمه حكم الطير و سائر الحيوان البهيمي فإن الطير و غيره إذا تأذى في موضع بالضرب يفر منه و لم يعاود لأنه بلغ المنزل الثاني و هو حفظ المتخيل بعد غيبوبتها عن الحواس.
فما دام الإنسان في هذا المنزل فهو بعد بهيمة ناقصة إنما حده أن يحذر عن شيء تأذى به مرة و ما لم يتأذ بشيء فلا يدري أنه مما يحذر منه.
و بعد ذلك و هو منزلة الثالث درجة الموهومات فهو في هذا المنزل بهيمة كاملة كالفرس مثلا.
فإنه يحذر من الأسد إذا رآه و إن لم يتأذ به قط فلا يكون تنفره موقوفا على التأذي منه بشخصه بل الشاة ترى الذئب أولا فيحذره و ترى الجمل و البقر و هما أعظم منه شكلا و أهول منه صورة فلا يحذرهما إذ ليس من طبعهما إيذاؤها فإلى هذا المنزل يشارك الإنسان البهائم.
و بعد هذا يترقى إلى[1] عالم الإنسانية فيدرك الأشياء التي لا يدخل في حس و لا تخيل و لا وهم و يحذر الأمور المستقبلة و لا يقتصر حذره على العاجلة و يدرك الأشياء الغائبة عن الحس و الخيال و الوهم و يطلب الآخرة و البقاء الأبدي و من هاهنا يقع عليه اسم الإنسانية بالحقيقة و هذه الحقيقة هي الروح المنسوبة إلى الله تعالى في قوله وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي[2].
و في هذا العالم يفتح له باب الملكوت فيشاهد الأرواح المجردة عن غشاوة هذه القوالب و أعني بهذه الأرواح الحقائق المحضة المجردة عن كسوة التلبيس و
الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية (مقدمه فارسى)، النص، ص: 339
غشاوة الأشكال و هي الصور المفارقة التي شاهدها أصحاب المعارج من أساطين الأقدمين السلاك كما حكاه أفلاطن عن نفسه و كذا سقراط و فيثاغورث و أنباذقلس و غيرهم و شاهدها أيضا معلم المشاءين أرسطاطاليس كما دل عليه كتابه المعروف بأثولوجيا و هذا العالم عظيم الفسخة لا نهاية له و السر فيه مثاله المشي على الماء فإن فيه حياة الحيوان العقلي و له طبقات كثيرة أرضها سقف العالم الذي تحته كما أن أرض الجنة الكرسي و سقفها عرش الرحمن ثم يرقى[1] منه إلى طبقة أخرى مثاله هاهنا المشي في الهواء