خوانش متون فلسفه سیاسی اسلامی
خوانش و شرح کتاب الشواهد الربوبیة مشهد پنجم جلسه هفتم
با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
زمان: پنج شنبه پانزدهم تیر ماه 1391
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية (مقدمه فارسى)، النص، ص: 341
الإشراق الثالث في شرح هذه الخصائص
أما الأولى فهو أن يصفو نفسه في قوتها النظرية صفاء يكون شديدة الشبه بالروح الأعظم فيتصل به متى أراد من غير كثير تعمل و تفكر حتى يفيض عليه العلوم اللدنية من غير توسط تعليم بشري بل يكاد زيت عقله المنفعل يضيء لغاية استعداده بنور العقل الفعال الذي ليس هو بخارج عن حقيقة ذاته المقدسة و إن لم تمسسه نار التعليم البشري بمقدحة الفكر و زند البحث و التكرار.
فإن النفوس متفاوتة في درجات الحدس و الاتصال بعالم النور فمن زكي لا
الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية (مقدمه فارسى)، النص، ص: 342
يحتاج إلى التعلم في جل المقاصد بل في كلها و من غبي لا يفلح في فكره و لا يؤثر فيه التعليم أيضا حتى خوطب النبي الهادي ص في حقه إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ[1] و ما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ[2] و لا تُسْمِعُ الْمَوْتى[3] وَ لا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ.
و ذلك لعدم وصولهم بعد إلى درجة استعداد الحياة العقلية فلم يكن لهم سمع باطني يسمع به الكلام المعنوي و الحديث الرباني و من شديد الحدس كثيرة كما و كيفا سريع الاتصال بعالم الملكوت يدرك بحدسه بحسبه أكثر المعلومات في زمان قليل إدراكا شريفا نوريا سميت نفسه قدسية.
و كما أن مراتب الناس ينتهي بهم في طرف نقصان الفطرة و خمود نورها إلى عديم الحدس و الفكر يعجز الأنبياء عن إرشادهم فيجوز أن ينتهي في طرف الكمال و قوة الحدس و شدة الإشراق إلى نفس قدسية ينتهي بقوة حدسه إلى آخر المعقولات في زمان قصير من غير تعلم فيدرك أمورا يقصر عن دركها غيره من الناس إلا بتعب الفكر و الرياضة في مدة كثيرة فيقال له نبي أو ولي و إن ذلك منه أعلى ضروب المعجزة أو الكرامة و هو من الممكنات الأقلية كما ذكرناه.