خوانش متون فلسفه سیاسی اسلامی
خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه سی و هفتم
با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
زمان: پنج شنبه بیست و دوم تیر ماه ماه ماه 1396
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
مظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 57
الْأُمُورُ)[1].
تكملة[2]
الفاعل على ستّة أصناف:
فاعل بالطبع، و هو الذي يصدر عنه فعل[3] بلا شعور منه.
و فاعل بالقسر، و هو الذي يصدر عنه فعل بلا شعور[4] و إرادة. (و الفرق بينهما أنّ في الأوّل فعله ملائم[5] لطبعه[6]، و في الثاني على خلاف مقتضى طبعه.)
و فاعل بالجبر، و هو الذي يصدر عنه فعل[7] بلا اختيار بعد أن يكون من شأنه اختيار ذلك الفعل و عدمه.
و هذه الثلاثة مشتركة في كونها غير مختارة في فعلها.
و فاعل بالقصد، و هو الذي يصدر عنه الفعل مسبوقا بإرادته المسبوقة بعلمه المتعلّق[8] بغرضه من ذلك الفعل، و يكون نسبة أصل قدرته و قوّته- من دون انضمام الدواعي أو الصوارف- إلى فعله و تركه[9] واحدة.
و فاعل بالعناية، و هو الذي يتبع فعله علمه بوجه الخير فيه بحسب نفس الأمر، و يكون علمه بوجه الخير في[10] الفعل كافيا لصدوره عنه، من غير قصد زائد على العلم.
و فاعل بالرضا، و هو الذي يكون علمه بذاته- الذي هو عين ذاته- سببا
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 58
لوجود الأشياء، و نفس معلوميّة[1] الأشياء له نفس وجودها عنه، بلا اختلاف؛ و إضافة عالميّته بالأشياء هي بعينها إضافة فاعليّته[2] لها، بلا تفاوت[3].
و هذه الثلاثة الأخيرة مشتركة في كونها تفعل بالاختيار.
و لا يخفى أنّ اتّصافه- تعالى- بالفاعلية بالوجوه الثلاثة الأول غير جائز؛ و ذاته أرفع- أيضا- من أن يكون فاعلا بالمعنى الرابع، لاستلزامه[4] التكثير المستلزم للتجسيم[5]. فهو فاعل إمّا بالعناية أو بالرضا.
لكنّ الحقّ أنّه فاعل بالأوّل منهما[6]؛ لأنّه- تعالى- يعلم الأشياء قبل وجودها بعلم هو عين ذاته، فيكون علمه بالأشياء- الذي هو عين ذاته- منشأ لوجودها، فيكون فاعلا بالعناية[7]. و لا تصغ إلى قول الطباعيّة و الدهريّة- خذلهم اللّه[8]-: «إنّ الواجب فاعل بالطبع»، و إلى قول جمهور الكلاميّين من أنّه فاعل بالقصد، و قول الشيخ الرئيس[9] و متابعيه من أنّ فاعليته للأشياء الخارجية بالعناية، و [للصور][10] العلميّة الحاصلة في ذاته [- على رأيهم-][11] بالرضا. و كن موقنا فيما سردنا[12] عليك من تحقيق المقام، و ارفع عن بصيرتك غشاوة الجهل و حجب الظلام، و كن من (الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ)[13]، (ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ)[14].