✍️خوانش متون فلسفه سیاسی اسلامی
⬅️ خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه بیست و پنجم
✅با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
زمان: پنج شنبه ششم اسفند ماه 1393
🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 45
قال الشيخ في التعليقات:
إذا قلت: إنّي أعقل الشيء، فالمعنى أنّ أثرا منه موجود في ذاتي، فيكون لذلك الأثر وجود و لذاتي وجود. فلو كان وجود[1] ذلك الأثر لا في غيره، بل فيه، لكان- أيضا- يدرك ذاته، كما أنّه لمّا كان وجوده لغيره أدركه بالغير[2]. و من توهّم أنّ كون المجرّد عالما بذاته[3] لا يكون إلّا بعد تحقّق أمر زائد على ذاته- تعالى- و هو قول فضيح و ظلم قبيح جدّا عند المحقّقين؟! (انتهى.)
فاطرد عنك ظلمة هذا الوهم و تبصّر! لأنّ[1] العلم إذا كان حصول شيء معرّى عمّا يلابسه لأمر مجرّد مستقلّ في الوجود بنفسه أو بصورته، حصولا حقيقيّا أو حكميّا، فواجب الوجود لمّا كان في أعلى غايات التجرّد عن الموادّ و التقدّس عن الغواشي الهيولانيّة، كان عاقلا لذاته و عالما به. فعلمه[2] أتمّ العلوم[3] و أشدّها نوريّة و أقدسها، بل لا نسبة لعلمه إلى علوم ما سواه بذاتها، كما لا نسبة بين وجوده الحقيقي و بين وجودات الأشياء؛ «لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ»[4]، و لا تمثّله الأفكار، و لا تنفذ فيه الأوهام، و لا يصل إلى إدراكه عقول الأنام.
حكمة مشرقيّة[5]
اعلم أنّ مراتب علمه- تعالى- بالأشياء، بالإجمال و التفصيل، كثيرة:
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 46
فمنها[6] «العناية»؛ و هي العلم بالأشياء، الذي هو[7] عين ذاته المقدّسة، و هو «العقل البسيط»، لا تفصيل فيه و لا إجمال فوقه.
و العناية علم تفصيلي متكثّر، فهي على ما يراه المشّاءون و من يحذو حذوهم- كالمعلم الثاني و الشيخ الرئيس[8] و تلميذه بهمنيار- نقش زائد على ذاته، لها محلّ هو ذاته؛ و على رأي من لم يثبت صورا في ذاته- تعالى- زائدة عليه[9]– كالرواقيّين و أصحابهم سيّما الشيخ الإلهي في حكمة الإشراق- كون ذاته- تعالى- بحيث يفيض عنه صور الأشياء فليس لها محلّ، بل هو علم بسيط محيط بجميع الأشياء، خلّاق للعلوم[10] التفصيليّة التي بعده، و هي ذوات الأشياء الصادرة عنه بطبائعها، على أنّها عنه لا على أنه فيه؛ و إليه الإشارة بقوله[11]:
(وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ)[12].