✍️خوانش متون فلسفه سیاسی اسلامی
⬅️ خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه سی ام
✅با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
زمان: پنج شنبه بیست و هشتم مرداد ماه 1395
🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 54
المظهر السّادس في دوام إلهيّته
اعلم أنّ جماعة من المتكايسين «1» الخائضين فيما لا يغنيهم «2»، زعموا أنّ إله العالم كان في أزل الآزال ممسكا عن جوده و إنعامه «3» واقفا عن فيضه و إحسانه؛ ثمّ سنح له أن يفعل، فشرع في الفعل و التكوين و التقويم، فخلق هذا العالم «4» العظيم، الّذي بعضه مكشوف بالحسّ و العيان و بعضه معلوم بالقياس و البرهان.
و هذا الرأي من سخيف الآراء و من قبيح الأهواء؛ فإنّ صفات الحق عين ذاته و كمالاته الفعلية التي هي مبادئ أفعاله- كالقدرة و العلم و الإرادة و الرحمة و الجود- كلّها غير زائدة على ذاته؛ فهو- تعالى- بنفسه قادر مريد، خالق لما
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 55
يشاء[1] كيف يشاء،[2] و فاعل لما يريد كيف يريد؛ فكان خالقا لم يزل، و لا يزال[3] فاعلا للعالم، كما يعلم في الآباد و الآزال. فالخلق قديم، و المخلوق حادث؛ و العلم قديم، و المعلوم متجدّد. و كذا الإرادة و الإفاضة مستمرّة أزليّة، و المراد و المفاض حادث متجدّد: (وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)[4]؛ لعدم تغيّره في ذاته و كمالات ذاته، و لا محوّل لفيضه و لا مبدّل لكلماته[5]: (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)[6]
فقوله إبداعه، و أمره كلمته و تكوينه: (وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ بِأَمْرِهِ)[7]، و أمره دائم. و لا يشتبه[8] عليك مقايسة هذا الكلام بكلام الأشعري[9] من أنّ «العلم قديم و التعلّق حادث»، لأنّ بين الكلامين بونا بعيدا و فرقا شديدا.
و الذي دعاهم إلى هذا الظنّ القبيح المستنكر ما توهّموا من[10] حدوث العالم حسبما اتّفق عليه أهل الشرائع- من اليهود و النصارى و المسلمين- تبعا لإجماع الأنبياء عليهم السلام[11]، و لم يتبصّروا بأنّ العالم بكلّه و جزئه و كليّه[12] و جزئيّه حادث زماني، و ذلك لا ينافي كونه قائما بالقسط[13] و العدل و الجود و الكرم أزلا و أبدا: (وَ ما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً)[14].