خوانش و شرح کتاب تفسیر القرآن الکریم صدرالمتالهین جلسه بیست و سوم
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
زمان: پنجشنبه 10 شهریور ماه 1401
مجری: بنیاد بین المللی علوم وحیانی اسراء
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 26 و ص 27
نكتة اخرى
إن اللّه تعالى يقول: يا عبدي قلبك بستاني و جنّتي بستانك فلما لم تبخل علىّ ببستانك بل أنزلت معرفتي فيه فكيف أبخل ببستاني عليك أو كيف أمنعك منه، و قد حكى اللّه تعالى كيفيّة نزول العبد في بستان الجنة فقال: في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
و لم يقل: عند المليك. كأنه قال: أنا في ذلك اليوم أكون مليكا مقتدرا و عبيدي يكونون ملوكا إلا إنّهم تحت قدرتي.
إذا عرفت هذا فكأنه تعالى يقول: يا عبدي إني جعلت جنتي لك و أنت جعلت جنتك لي لكنك ما أنصفتني. فهل رأيت جنتّي الآن و هل دخلتها؟ فيقول العبد: لا يا رب.
فيقول تعالى: و هل دخلت جنتك؟ فلا بد أن يقول العبد: نعم يا رب. فيقول تعالى: إنك ما دخلت جنتي و لكنه لما قرب دخولك أخرجت الشيطان من جنّتي لأجل نزولك و قلت له اخرج منها مذموما مدحورا. فأخرجت عدوّك قبل نزولك. و أما انت فبعد نزولي في بستانك بسبعين سنة كيف يليق بك أن لا تخرج عدوّي و لا تطرده فعند هذا يجيب العبد و يقول: إلهى أنت قادر على إخراجه من جنتّك و أما أنا فعاجز ضعيف و لا أقدر على إخراجه فيقول اللّه تعالى: العاجز إذا دخل في حماية الملك القاهر صار قويّا فادخل في حمايتي حتّى تقدر على إخراج العدوّ من جنّة القلب فقل: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم.
فإن قيل: فإذا كان القلب بستان اللّه فلما ذا لا يخرج الشيطان عن بستانه؟ قلنا: قال أهل الاشارة كأنه تعالى يقول للعبد أنت الذي أنزلت سلطان المعرفة في حجرة قلبك و من أراد ان ينزل سلطانا في حجرة نفسه وجب عليه أن يكنس تلك الحجرة و إن عليه أن ينظفها و لا يجب على السلطان تلك الأعمال فنظّف حجرة قلبك عن لوث الوسوسة و قل:أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم.
نكتة اخرى
كأنه تعالى يقول: يا عبدي ما أنصفتني أ تدري لأي شيء تكدر ما بيني و بين الشيطان؟
إنه كان يعبدني شبه عبادة الملائكة و كان في الظاهر مقرّا بإلهيتي و إنما تكدر بيني و بينه لأني أمرته بالسجود لأبيك آدم فامتنع، فلمّا تكبّر نفيته عن خدمتي، و هو بالحقيقة ما عاداني، بل عادى أباك، إنما امتنع عن خدمته. ثمّ إنه يعاديك منذ سبعين سنة و أنت تحبّه و هو يخالفك في كل الخيرات و أنت توافقه في كل المرادات فاترك هذه الطريقة المذمومة و اظهر عداوته و قل: أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم.
نكتة اخرى
أما نظرت إلى قصة أبيك؟ فإنّه أقسم له انّه له لَمِنَ النَّاصِحِينَ [7/ 21] ثم كان عاقبة ذلك الأمر انّه سعى في إخراجه من الجنّة. و أما في حقّك فإنه أقسم انّه يضلّك و يغويك فقال: فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ [38/ 82] فإذا كانت هذه معاملته مع من أقسم انّه ناصحه فكيف تكون معاملته مع من أقسم انه يضلّه و يغويه؟ [1]
[1] قال العارف المحقق صاحب الفتوحات المكية في الباب الخامس و أربعمائة من كتابه: «من جعل قلبه بيتي و أخلاه من غيرى ما يدرى أحد ما أعطيته، فلا تشبهوه بالبيت المعمور، فانه بيت ملائكتي، لا بيتي، و لهذا لم أسكن فيه خليلي. بل بيتي قلب عبدى الذي وسعنى حين ضاق عنى أرضى و سمائي» انتهى كلامه (منه- ره- من حاشية النسخة المخطوطة)