خوانش و شرح کتاب تفسیر القرآن الکریم صدرالمتالهین جلسه شصت و سوم
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
تفسیر سوره حمد: جلسه سی و نهم
زمان:سه شنبه 26 مهر ماه 1401
مجری: بنیاد بین المللی علوم وحیانی اسراء
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 84
مكاشفة
إيجاد الأشياء إمّا على سبيل التكوين كخلق الأبدان و ما في حكمها بحسب النشأة الاولى، و إما على سبيل الإبداع كإنشاء الأرواح و ما في حكمها بحسب النشأة الثانية و اللّه تعالى خالق الخلق و الأمر جميعا، مالك الملك و الملكوت ملك الدنيا و الآخرة فلما أشار إليهما بذكر صفتي الرحمانية و الرحيمية بعد الدلالة على اختصاص الحمد به و انّه به حقيق لاستجماعه جميع الصفات الكمالية، بيّن كيفيّة الخلق في الدنيا بقوله: ربّ العالمين لما مرّت الإشارة إليه من أنّ هذا العالم الدنيوي وجوده إنّما يكون على سبيل التدرّج و الحدوث شيئا فشيئا. و بيّن كيفيّة إنشاء النشأة الاخرى بقوله:
مالك يوم الدّين إذ الملك الحقّ من له ذات كلّ شيء و لا يغيب عنه شيء أصلا فيكون وجود الأشياء عنه و له دفعة من غير تراخ و هذا معنى الإبداع و الأول معنى التكوين.
و إنّما سمّي يوم الآخرة يوم الدين لأنّ فيه وصول الأشياء إلى غاياتها الذاتيّة و ثمراتها التي هي بمنزلة الجزاء و الاجرة على الأعمال لقوله تعالى: الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ [40/ 17] و لهذا قيل: الدنيا دار العمل و الآخرة دار الجزاء كما
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 85
في قوله هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ [10/ 30] لأنّ الاولى عالم الحركات و الانقلاب في الأطوار و الاخرى هي الموطن و المأوى و هي دار القرار و منزل الأبرار و الأشرار.
و لهذا قال أبو علي الجبائي: أراد بيوم الدين يوم الجزاء على الدين و قال محمّد ابن كعب: أراد يوم لا ينفع إلّا الدين.