خوانش و شرح کتاب تفسیر القرآن الکریم صدرالمتالهین جلسه شصت و پنجم
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
تفسیر سوره حمد: جلسه چهل و یکم
زمان:پنج شنبه 28 مهر ماه 1401
مجری: بنیاد بین المللی علوم وحیانی اسراء
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 87
قوله جل اسمه: [سورة الفاتحة (1): آية 5]
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
إيّا ضمير منفصل للمنصوب و الروادف التي بعده من الحروف لبيان الخطاب و الغيبية و التكلّم و ليس لها محل من الإعراب إذ ليست هي بأسماء مضمرة عند المحقّقين.
و أما قول بعض العرب: «إذا بلغ الرجل الستّين فإيّاه و إيّا الشوابّ» فشاذ. و تقديم المفعول للدلالة على الاختصاص. فقولك للرجل: إيّاك أعني، معناه لا أعني غيرك:
و لا شكّ في أنه أبلغ من أن يقول: أعنيك كما في قوله تعالى قُلْ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا و المعنى: نخصّك بالعبادة و نخصّك بالاستعانة. و قرئ إيّاك بتخفيف الياء و أيّاك بفتح الهمزة و التشديد و هيّاك بقلب الهمزة هاء و قرئ بكسر النون فيهما و هي لغة بني تميم فإنّهم يكسرون حروف المضارعة غير الياء إذا لم ينضم ما بعدها. و العبادة 69 ضرب من الشكر و غاية فيه لأنها الخضوع و التذلّل 70 يدل على أعلى مراتب التعظيم و لا يستحقّها أحد إلّا بإعطاء اصول النعم الذي هو خلق الحيوة و القدرة و الحسّ و الشهوة و لا يقدر عليه أحد إلّا اللّه فلذلك اختص سبحانه بأن يعبد، و لا يجوز العبادة لغيره بخلاف الطاعة فإنّها قد تحسن لغيره كطاعة الأب و المولى و السلطان و الزوج، فمن قال: إنّ العبادة هي الطاعة فقد أخطأ لأنها غاية التذلّل دون الطاعة فإنّها مجرد موافقة الأمر، ألا ترى إنّ العبد يطيع مولاه و لا يكون عابدا له؟ و الكفّار يعبدون الأصنام و لا يكونون مطيعين لهم؟
إذ لا يتصوّر من جهتهم الأمر.
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 88
فائدة
إنّ في تقديم إيّاك على نعبد وجوها:
منها: إنّ في هذا التقديم تنبيها منه للعابد على أنّ المنظور إليه في العبادة هو المعبود نفسه لا شيء آخر من طلب ثواب أو دفع عقاب.
و منها: إنّه قدم نفسه لتنبيه العابد من أول الأمر على أن المعبود هو اللّه الحقّ فلا يلتفت يمينا و شمالا و لا يتكاسل في الطاعات و لا يثقل عليه تحمّل العبادات من الركوع و السجود فإنّه إذا ذكر قوله: إيّاك، يحضر في قلبه معرفة الربّ تعالى فبعده سهلت عليه تلك الطاعات و هانت عليه مشقّة العبادات، و مثاله من أراد حمل جسم ثقيل يتناول قبل ذلك ما يزيده قوّة و شدّة. فالعبد لمّا أراد حمل التكاليف الشاقّة يتناول أولا معجون معرفة الربوبيّة من قوله إيّاك حتّى يقوى على حمل ثقل العبوديّة.