خوانش و شرح کتاب تفسیر القرآن الکریم صدرالمتالهین جلسه شصت و ششم
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
تفسیر سوره حمد: جلسه چهل و دوم
زمان:چهارشنبه 7 دی ماه 1401
مجری: بنیاد بین المللی علوم وحیانی اسراء
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 88
و منها: إنّك إذا قلت: نعبدك بتقديم ذكر العبادة منك، فقبل أن تذكر إنّها لمن هي فيحتمل أنّ الشيطان يقول: إنّها للأصنام أو للأجسام كالشمس و القمر: أما إذا غيّرت هذا الترتيب و قلت أولا: إيّاك ثمّ قلت: ثانيا: نعبد فلم يبق مجال لهذا الاحتمال و كان أبلغ في التوحيد و أبعد عن احتمال الإشراك.
و منها: إنّ المعبود متقدّم في الوجود و الشرف على الممكن و كان ينبغي أن يكون ذكره متقدّما على ذكر غيره.
فائدة اخرى [سر الالتفات من الغيبة الى الخطاب]
اعلم إن الدنيا لمّا كانت دار التعب و الكلال و السأمة و الملال فمن عادة فصحاء العرب التفنن في الكلام و العدول من طرز إلى طرز تنشيطا للسامع و تنبيها لذهنه عند
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 89
العدول من الغيبة إلى الخطاب و من الخطاب إلى التكلم و بالعكس و هذا أحسن من الجري على نسق واحد و اللزوم لمسلك متكرر و مع ذلك قد تختصّ مواقع الالتفات بزوائد فوائد من النكات، لا تحصل بدونه و هاهنا من هذا القبيل إذ قد تقرّر في العلوم الإلهيّة ان شدّة الإدراك و تاكّد الصورة العلمية في الوضوح و الإنارة، و قوّة الشوق إلى المدرك و رسوخه يوجبان حضور المعلوم، و لهذا قيل: المعرفة بذر المشاهدة و الرؤية ثمرة اليقين.
فلما ذكر اللّه تعالى و أجريت عليه صفات كمالية و نعوت إلهية من كونه حقيقا بالحمد ربّ العالمين موجدا للكلّ منعما عليهم بالنعم كلّها، جليلها و دقيقها، دنيويّها و اخرويّها، محسوسها و معقولها، مالكا لأمورهم يوم الجزاء و اللقاء، تميّز بها ذاته عن سائر الذوات و تنوّر القلب بأنوار معرفة هذه الصفات و فتحت البصيرة بكشف هذه الآيات و تعلّق العلم بمعلوم معيّن حاضر حضورا إشراقيا فخوطب بالكلام: يا من هو بالحمد حقيق و بهذه الصفات الكمالية يليق نخصّك بالعبادة و الاستعانة ليكون الخطاب أدلّ على هذا الاختصاص و لاستجلاب مزيد قرب بعد قرب في هذا التذلّل و الانكسار و طلب معونة من قربه على قربه لأنّ ذاته غير متناه في شدة الوجود و قوّة البهاء و العظمة لا يمكن الاكتناه بنور وجوده،