خوانش و شرح کتاب تفسیر القرآن الکریم صدرالمتالهین جلسه شصت و هفتم
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
تفسیر سوره حمد: جلسه چهل و سوم
زمان:پنج شنبه 8 دی ماه 1401
مجری: بنیاد بین المللی علوم وحیانی اسراء
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 89
فكلّما كوشف للسالك كان المستور منه بستر الجلال و سرادق الكبرياء أعظم بما لا نسبة بينهما، إذا المنال و المشهود هناك بقدر قوّة نظر الطالب و نور بصيرته، لا بحسب المطلوب نفسه. و كلما ازداد في القرب ازداد في الاشتياق و يكون أحوج إلى طلب المعونة لزيادة المشاهدة و كسب الإشراق، فكان أول الكلام مبنيّا على ما هو بداية أمر السالك من الأذكار و الأفكار و التأمّل في الأسماء و النظر في الآلاء و النعماء طلبا للاستبصار و تقرّبا إلى مشاهدة نور الأنوار و استدلالا من صنائعه على أسمائه و صفاته و من أسمائه و صفاته على أنوار جماله و أسرار جلاله ثمّ صار مؤدّيا إلى منتهى سيره و غاية سفره إلى الحقّ و هو كونه ممّن يخوض لجّة الوصول و يصير من أهل
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 90
المشاهدة فيراه عيانا و يشاهده كفاحا و يشافهه شفاها كما أشار إليه صاحب الإشارات المرتقى بصفاء ضميره عن درجة أهل العبادات الواصل إلى مقامات العارفين و درجات المكاشفين كما يفصح عنه قوله: «و هناك» أي عند الخوض في لجّة الوصول و السفر في بحر الحقيقة بعد العبور على منازل العقول «درجات ليست أقل ممّا قبلها» بحسب كثرة العجائب و فنون الغرائب و تمادى الأسفار و تباعد المراحل و تفاوت المنازل لأن كل حقيقة من الحقائق الكونية و كلّ صورة من الصور الكمالية الوجودية التي هي ثابتة للموجود بما هو موجود في شيء من العوالم فهي هناك بالفعل على وجه أعلى و أشرف و أتمّ من غير لزوم تكثّر و تطرّق تغيّر في الحضرة الأحدية، فالذات الأحدية أرض كل الحقائق 71 و سماء أنوار الهويّات يقع فيه سير المسافرين و يدور عليه أنوار السائرين من اللّه مشرقها و إلى اللّه مغربها إذ ما شأنه أن يعاين بحق اليقين و عينه فكيف يمكن أن يدرك بعلم اليقين أو دونه؟
إلا انّ البيان قاصر عن وصفه و اللسان يكلّ عن نعته، و لهذا قال صاحب المقامات- اعتذارا عن بيان أحوال هذا المشهد- : «آثرنا فيها الاختصار فإنها لا يفهمها الحديث و لا يشرحها العبارة و لا يكشف عنها المقال غير الخيال، من أحبّ أن يتعرّفها فليتدرّج إلى أن يصير من أهل المشاهدة دون المشافهة و من الواصلين إلى العين دون السامعين للأثر» انتهى كلامه.
و نحن أيضا قد آثرنا الاختصار في مقام خرست فيه ألسن الفصحاء و اتّبعنا قول سيّدنا و بيّنا عليه و آله الصلوة و الدعاء: إذا بلغ الكلام إلى اللّه فأمسكوا