خوانش و شرح کتاب تفسیر القرآن الکریم صدرالمتالهین جلسه شصت و نهم
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
تفسیر سوره حمد: جلسه چهل و پنجم
زمان:دوشنبه 3 بهمن ماه 1401
مجری: بنیاد بین المللی علوم وحیانی اسراء
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 92
بصيرة اخرى [الإشارة إلى السفر الثالث من الأسفار الأربعة]
الضميران المستكنّان في هذين الفعلين إما للنبي صلّى اللّه عليه و آله و أمته أو للإمام و حاضري صلاة الجماعة معه أو للقاري و من معه من الحفظة أوله و لسائر الموحدين.
أدرج عبادته في تضاعيف عباداتهم و خلط حاجته بحاجاتهم لعلها تقبل ببركاتها و تجاب إليها، كادراج البائع غير الرائج في جملة الرائج في بيع الصفقة، و من هاهنا يعلم سرّ شرعية الجماعات.
و لتقديم ضمير المعبود و المستعان به وجوه اخرى غير ما ذكر، كالتعظيم و تقديم ما هو مقدم في الوجود، و للاشارة إلى أن نظر العابد و التفاته ينبغي أن يكون مقصورا على ذات المعبود أولا و بالذات ثم إلى العبادة لأنها وسيلة و وصلة بينه و بين الحق، فمن كان غرضه من المعرفة و العبادة نفسه أو نفس شيء منهما فهو ليس من الموحدين و لا من العابدين لأنه يعبد غير اللّه و هذه حال المتبجح بزينة ذاته و إن كان بمعرفة الحق، و أما من عبد اللّه و غاب عن ذاته و عن عبادته فهو مستغرق 74 في العبودية للّه بما هي عبودية له و انتساب إليه نسبة الفقر و الحاجة التي هي من أشرف النسب. فإن قصارى مجهود العابدين تصحيح هذه النسبة و من كان هذه حالته في العبادة فهو من الواصلينلا محالة.
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 93
إذ ملاحظة النسبة بما هي نسبة عين ملاحظة المنسوب إليه. فهو بالحقيقة مستغرق في ملاحظة جناب القدس و غائب عن ما سواه حتى أنه لا يلاحظ نفسه و لا حالا من أحوال نفسه إلا من حيث انها ملاحظة له و مفتقرة إليه و لهذا رجّح 75 قول حبيب اللّه: لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا [9/ 40] على قول كليمه: إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ [26/ 62].
و بالجملة أشرف منازل السالكين مقام الفقر و منزل العبودية و السبب العقلي فيه ان جميع الموجودات قابلة للرحمة الإلهية، و الكمال الوجودي بحسب فطرتها الإمكانية و إنما المانع منها عن قبول الفيض الأتمّ و الجود الأشمل هو تقيّده بقيد خاص و تصوره بصورة وجوديّة مخصوصة تضاد قيدا آخر و صورة وجودية اخرى فبقدر تخلّصه عن قيده الجزئي و انخلاعه عن صورته المخصوصة يستحقّ لكمال أتمّ و أعمّ و صورة وجوديّة أشمل و أكمل فإذا تجرّد عن كل ما سوى اللّه و غاب عن كل اسم و رسم و حلية و صفة و حول و قوة كان اللّه له 76 بدلا عن جميع ذلك. فصار الحقّ حوله و قوّته و سمعه و بصره و يده و رجله و جميع قواه و جوارحه- كما ورد في الحديث القدسي من غير تغير و تكثّر في ذاته و صفاته. تعالى عن ذلك علوا كبيرا.