⬅️ خوانش و شرح کتاب تفسیر القرآن الکریم صدرالمتالهین جلسه هفتاد و چهارم
🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
تفسیر سوره حمد: جلسه پنجاهم
مجری: بنیاد بین المللی علوم وحیانی اسراء
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 98
و قيل: إنّه تارة يتعدّى بنفسها و تارة باللام أو بإلى كما في قوله تعالى: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [17/ 9] و قوله: وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ [42/ 52] و معناه على الاول الإيصال و على الأخيرين إرائة الطريق.
و في الكشاف : إنّ أصله أن يعدى باللام أو إلى فعومل معاملة «اختار» في قوله تعالى:
وَ اخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ [7/ 155].
و الصراط: الطريق الواضح المتّسع و أصله السين لأنه من سرط الطعام إذا ابتلعه فكأنه يسرط السابلة و لهذا سمّي لقما لأنّه يلتقمهم فمن قرء بالسين كابن كثير برواية قنبل و رويس عن يعقوب راعى الأصل، و من قرء بالصاد فلما بين الصاد و الطاء من المواخاة في
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 99
الاطباق و الاستعلاء كقولهم مصيطر في مسيطر.
و قرء حمزة بإشمام الصاد الزاي ليكون أقرب إلى المبدل عنه إذ قد يشمّ الصاد صوت الزاي و فصحاهنّ اخلاص الصاد و هي لغة قريش و يجمع على «فعل» ككتاب على كتب و يستوي فيه المذكّر و المؤنث كالطريق و السبيل.
و اعلم إنّ الأمر و الدعاء يتشاركان صيغة و معنى لأنّ كلّا منهما طلب و إنّما يتفاوتان بالاستعلاء و التسفّل أو بالرتبة. و أمّا معنى هذا الدعاء ففيه وجوه:
منها: إنّ معناه ثبّتنا على الدين الحقّ لأن اللّه قد هدى الخلق كلّهم إلى الصراط.
أي طريق الحقّ من ملّة الإسلام إلّا انّ الإنسان قد تزلّ قدمه عن جادته و ترد عليه الخواطر الرديّة فيحسن منه أن يسأل اللّه التثبّت على دينه و الزيادة على هذا كما قال اللّه تعالى:
وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً [47/ 17] و هذا كقولك لمن يأكل الطعام عندك:
كل أي: دم على أكله.
و منها: إن المراد دلّنا على الدين الحقّ في مستقبل العمر، كما دللتنا عليه في الماضي و يجوز الدعاء بالشيء الذي يكون حاصلا كقوله تعالى: قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ [21/ 112] و ليس فيه تحصيل للحاصل. 92 و منها: إنّ نفس الدعاء 93 عبادة شريفة من جملة العبادات و فيه اظهار للانقطاع إليه تعالى، و يجوز أن يكون لنا فيه مصلحة من الخضوع و الخشوع و التذلّل و سائر ما يوجب تليين القلوب و التبتّل إليه فتحسن المسألة.