⬅️ خوانش و شرح کتاب تفسیر القرآن الکریم صدرالمتالهین جلسه هفتاد و پنجم
🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
تفسیر سوره حمد: جلسه پنجاه و یکم
مجری: بنیاد بین المللی علوم وحیانی اسراء
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 99
و قيل في معنى الصراط المستقيم وجوه:
أحدها:
إنّه كتاب اللّه 94 و هو المروي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و عن على عليه السلام
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 100
و ابن مسعود .
و ثانيها: إنّه الإسلام و هو المرويّ عن جابر و ابن عبّاس.
و ثالثها: إنّه دين اللّه الذي لا يقبل غيره عن محمد بن الحنفيّة.
و الرابع:
إنّه النبيّ و الأئمة القائمون مقامه و هو المروي في أخبار أصحابنا و المأثور من أئمّتنا و أنوارنا 95 عليهم السلام.
و الأولى حمل الآية 96 على العموم ليكون أجمع و أشبه 97 منه بكلام من له الأحديّة الجمعيّة.
قال بعض المحقّقين: هداية اللّه يتنوّع أنواعا لا يحصيها عدّ لكنّها في أجناس مرتبة.
الأول: إفاضة القوى التي بها يتمكّن المرء من الاهتداء إلى مصالحه. كالقوّة العقليّة و الحواسّ الباطنة و المشاعر الظاهرة كما في قوله: الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى [20/ 50] و الثاني: نصب الدلائل الفارقة بين الحقّ و الباطل في الاعتقادات و الصلاح و الفساد في الأعمال حيث قال: وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ [90/ 10] و قال فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى [41/ 17] و الثالث: الهداية بإرسال الرسل و إنزال الكتب و ايّاها عنى بقوله: وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا [21/ 73] و قوله: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ و الرابع: أن يكشف على قلوبهم السرائر و يريهم الأشياء كما هي بالوحي أو الإلهام و المنامات الصادقة و هذا القسم يختصّ بنيله الأنبياء و الأولياء و إيّاه عنى بقوله:
أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ [6/ 90] و قوله:
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 101
وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [29/ 69] فالمطلوب هاهنا إمّا زيادة ما منحوه من الهدى أو الثبات عليه أو حصول المراتب المرتّبة عليه، فإذا قال العارف الواصل: اهدنا عنى أرشدنا طريق السير فيك لتمحو عنّا ظلمات أحوالنا و تميط غواشي أبداننا لنستضيء بنور قدسك فنراك بنورك.
مكاشفة [الصراط و مرور الإنسان عليه]
اعلم إنّ معرفة حقيقة الصراط و استقامتها و المرور عليه و الضلال عنه من المعارف القرآنيّة التي يختص بدركها أهل المكاشفة و المشاهدة و ليس لغيرهم من سائر المسلمين إلّا مجرّد التصديق و الإذعان به تسليما و ايمانا بالغيب لا ببصيرة حاصلة من نور اليقين و نعم ما قيل: من لا كشف له لا علم له.
و اللمعة اليسيرة من هذا العلم:
هي إنّ الموجودات الممكنة منقسمة إلى قائمة و متحركة. و العبارة من الاولى عالم الأمر و القضاء و الإرادة وَ ما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ [54/ 50] و منه نشأ الملائكة المقرّبون القائمون بأمره تعالى في منازلهم و مراتبهم المفطورون على كمالهم الأصلي، لا يتعدّونه كل له مقام معلوم منهم سجود لا يركعون و منهم ركوع لا يسجدون. و العبارة من الثانية عالم الخلق و الفعل 98 و التقدير. قال: كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ [21/ 104] و عالم الخلق دائم الحركة و الانتقال و الحدوث و الزوال و نحن قد أقمنا البرهان على تجدّد الطبائع الجسميّة و سيلان الجواهر الماديّة برهانا قطعيّا و بيّنا إن غاية جميع هذه الحركات و الانقلابات الإراديّة و الطبيعيّة هو اللّه تعالى و انّ جميع الموجودات العالية و السافلة يتوجّهون نحوه و يولّون شطره بما يسرى إليهم من نور عشقه و فيض رحمته.