⬅️ خوانش و شرح کتاب تفسیر القرآن الکریم صدرالمتالهین جلسه هفتاد و هشتم
🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
تفسیر سوره حمد: جلسه پنجاه و چهارم
مجری: بنیاد بین المللی علوم وحیانی اسراء
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 103
و ما من عالم من العوالم 99 العلويّة مرّ عليه إلّا و هو بصدد التعويق 100 في الانحراف المعنوي إن لم يتداركه العناية الإلهيّة لغلبة أحكام بعض النشآت أو صفة بعض الأرواح الذي يتّصل به حكمه عليه، و كذلك بعض الأفلاك بالنسبة إلى البواقي فيتعوّق أو ينحرف عمّا يقتضيه حكم الاعتدال الجمعي و صورة الصراط الوسطى الرباني الذي هو شأن من سبقت له العناية في الأزل أن يستعملهم لسياقة حكمة الكون إلى غايتها ثمّ الأمثل فالأمثل.
و إذا دخل عالم المواليد و سيّما من حين تعدّى مرتبة المعدن إلى مرتبة النبات و عالمه، ثمّ منه إلى عالم الحيوان إن لم تصحبه العناية الأزليّة و لم يصحبه الحقّ بحسن المعونة و الحراسة و الرعاية، و إلّا حيف عليه فانه بصدد آفات كثيرة لأنّه عند دخوله عالم النبات إن لم يكن محروسا معتنى به و إلّا فينجذب ببعض المناسبات التي يشتمل عليها جمعيّته إلى مزاج ردى، ينحرف به عن صراط الحقّ فيخرج منه تارة اخرى إلى باب العناصر و يبقى فيه حائرا عاجزا حتّى يعان و يؤذن له في الدخول مرّة اخرى. فربما عرضت له آفة من العناصر كبرد مسدّد أو حرّ مفرط أو رطوبة زائدة أو يبس غالب فيتلف و يخرج ليستأنف دخولا آخر و هكذا مرارا شتّى حسب ما شاء اللّه و قضاه و قدّره. ثمّ على تقدير سلامته أيضا في ما ذكرناه بنعمة الحراسة و الرعاية و سائر النعم التي يستدعيها فقره فإنّه
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 104
قد يخرج على غير الوجه الذي يقتضى تكوين النشأة الحيوانيّة منه. فإذا دخل في باب الحيوانيّة تضاعفت حاجته إلى الحفظ و التربية و الصيانة و الحراسة من الآفات و المضادّات لواحد واحد من أعضائه و قواه الحيوانيّة بعد قواه النباتية فهو مفتقر إلى الهداية و التوفيق و نعمة السلامة و الحراسة و الرعاية في كل مرتبة مرتبة و صورة صورة و نشأة نشأة إلى حال مسقط النطفة و حال الولادة، فهو مفتقر إلى أن يخرجه اللّه مخرجا صدقا و يدخله مدخلا كريما من حيث ظاهره و باطنه.
فالمختصّان بمسقط النطفة حال التوليد من أحكام الزمان و المكان شاهدان طيّ كثير من أحواله الباطنة، و المختصّان بمسقط الرأس حال الولادة شاهدان على معظم أحواله الظاهرة و سرّ الابتداء في السلوك إلى جانب الحق. فالعادة الإلهيّة جارية بأنّ من اختصّ بمزيد العناية و نعمة الحراسة و أثر الإختصاص من بداية أمره و شروعه من منبع المشيّة الإلهيّة إلى هذا المقام و هو مقام العقل و التكليف و الدعوة أن يهديه إلى صراطه و يسوقه إلى تمام النعمة و غاية الحكمة و غاية الإيجاد و زينة المعاد [العباد- ن] و صورة الكمال الوجودي.