خوانش و شرح کتاب تفسیر القرآن الکریم صدرالمتالهین جلسه پنجاهم
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
تفسیر سوره حمد: جلسه بیست و هفتم
زمان:دوشنبه 10 مهر ماه 1401
مجری: بنیاد بین المللی علوم وحیانی اسراء
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 62
الفصل الرابع في الاشارة الى لمعة من لوامع علم التوحيد الخاصى
إنّ لنا بأعلام اللّه و إلهامه برهانا شريفا على هذا المطلب الشريف الذي هو الوجهة الكبرى لأهل السلوك العلمي محكما في سماء وثاقته التي ملئت حرسا شديدا و شهبا لا يصل إليه لمس شياطين الأوهام و لا يمسّه القاعدون منه مقاعد للسمع إلا المطهّرون من أرجاس الجاهليّة المكتسبة من ظلمات الأجسام.
بيانه إن الواجب تعالى لمّا كان منتهى سلسلة الحاجات و التعلّقات، فليس وجوده متعلّقا بشيء متوقّفا على شيء فيكون بسيط الحقيقة لا ينقسم في وجود و لا في عقل و لا في فهم، فذاته واجب الوجود من جميع الجهات كما إنّه واجب الوجود بحسب الذات فليس فيه جهة إمكانيّة و لا امتناعيّة و إلّا لزم التركيب بوجه من الوجوه المستدعى للإمكان.
فإذا تقرّرت هذه المقدّمة التي مفادها إنّ كلّ وجود و كلّ كمال وجود يجب أن يكون حاصلا لذاته فايضا عنه مترشّحا على غيره كما قال رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً و هما عين ذاته فلو كان في الوجود إله غيره فيكون لا محالة منفصل الذات عنه 23 لاستحالة أن يكون بين الواجبين علاقة وجودية و إلّا لزم معلوليّة أحدهما و هو خرق الفرض فلكلّ منهما على الفرض المذكور مرتبة من الكمال الوجودي ليس للآخر و لا منبعثا منه فايضا من لدنه فيكون كلّ منهما عادما لكمال وجودي فذاته حينئذ لا يكون محض حيثية الفعليّة و الوجوب بل يكون ذاته بذاته مصداقا لحصول شيء و فقد شيء آخر فلا يكون بسيط الحقيقة خالصا بل مزدوجا و الازدواج ينافي الوجوب الذاتي كما مرّ.
و من هاهنا ظهر ان كلّ بسيط الحقيقة يجب أن يكون كلّ الوجود و كلّه الوجود كما يعلمه الراسخون في العرفان.
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 63
و بالجملة فواجب الوجود يجب أن يكون من فرط التحصيل و كمال الفعليّة جامعا لجميع النشآت الوجودية فلا مكافئ له في الوجود و لا ثاني له في الكون و لا شبيه له و لا ندّ بل ذاته من تمام الفضيلة يجب أن يكون مستند جميع الكمالات و منبع كلّ الخيرات فيكون بهذا المعنى تامّا و فوق التمام فهذا هو بيان التوحيد الخاصي أي نفي المشارك في الوجوب و قد انجرّ إلى التوحيد الأخصيّ و هو نفي المشارك في الوجود.