خوانش و شرح کتاب تفسیر القرآن الکریم صدرالمتالهین جلسه پنجاه و چهارم
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
تفسیر سوره حمد: جلسه سی و یکم
زمان:شنبه 16 مهر ماه 1401
مجری: بنیاد بین المللی علوم وحیانی اسراء
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 67
فصل [تقديم الرحمن على الرحيم]
قيل في تقديم «الرحمن» على «الرحيم» و القياس يقتضي في ذكر النعوت الترقّي من الأدنى إلى الأعلى كقولهم: فلان عالم نحرير. و فلان شجاع باسل إنّه لما صار كالعلم كما مرّ يكون أولى بالتقديم. أو لأنّ الرحمن لمّا دلّ على عظائم النعم و جلائلها و أصولها ذكر الرحيم ليتناول ما خرج منها فيكون كالتتمّة و الرديف. و إنّما وقع التسمية بهذه الأسماء دون غيرها ليدلّ على أن الحريّ بالاستعانة به في مجامع المهمّات هو المعبود الحقيقي الذي هو مولى النعم و مبدأ الخيرات كلّها عاجلها و آجلها و جليلها و دقيقها ليتوجّه العارف بجميع قواه و مشاعره إلى جناب القدس و ينقطع نظره عن ما سواه و يشغل سرّه بذكر مولاه و الاستمداد به في مقاصد أولاه و أخراه.
و اعلم: إنّ الأشياء أربعة أقسام: الضروري النافع و النافع الغير الضروري و عكسه.
و الذي لا ضرورة فيه و لا نفع.
أمّا الأول: فهو إمّا في الدنيا فكالتنفّس فإنّه لو انقطع منك لحظة واحدة مات القالب و إما أن يكون في الآخرة فهو معرفة اللّه فإنّها إن زالت عن القلب لحظة واحدة مات القلب و استوجب العذاب الدائم.
و أمّا الثاني: فهو كالمال في الدنيا و ساير العلوم في الآخرة.
و أمّا الثالث: فهو كالمضارّ التي لا بد منها كالموت و المرض و الهرم و الفقر و لا نظير لهذه القسم في الآخرة. فإنّ منافع الآخرة لا يلزمها شيء من المضارّ.
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 68
و اما الرابع: فهو كالفقر في الدنيا و الجهل و العذاب في الآخرة.
إذا عرفت هذا فنقول: قد ذكرنا إنّ النفس في الدنيا ضروريّ نافع و بانقطاعه حصل الموت و كذا المعرفة في الآخرة فلو زالت عن القلب لحظة لهلك لكن الموت الأول أسهل من الثاني لأنه لا يتألّم فيه إلّا ساعة واحدة و أما الموت الثاني فإنّه يبقى عذابه أبد الآباد و كما انّ النفس له أثر ان: إدخال النسيم الطيّب على القلب و إبقاء اعتداله و سلامته و إخراج الهواء الفاسد المحترق عن القلب، كذلك الفكر له أثران أحدهما إيصال نسيم البرهان إلى القلب الحقيقي و إبقاء اعتدال الإيمان و المعرفة عليه و الثاني إخراج الأهوية الفاسدة المتولّدة من الشبهات عنه و ما ذلك إلّا بأن يعرف انّ هذه المحسوسات متناهية في مقاديرها تنتهي بالأخرة إلى الفناء بعد وجودها و أنّ وراء هذا العالم عالم إليه مرجع نفوسنا المطهّرة عن شوائب الأدناس و الأرجاس ليس في ذلك العالم دثور و لا فناء بل كلّه حيوة و بقاء. و من وقف على هذه الأحوال بقي آمنا من الآفات واصلا إلى الخيرات و المبرّات و بكمال معرفة هذا الأمر ينكشف لعقلك انّ كلّ ما وجدته و وصلت إليه فهو قطرة من بحار رحمة اللّه و ذرّة من أنوار إحسانه فعند ذلك ينفتح على قلبك معرفة كون اللّه تعالى رحمانا رحيما و انّه مبدأ الخيرات كلّها و معطى جلائل النعم و دقائقها و سوابق المنافع و لواحقها.