خوانش و شرح کتاب تفسیر القرآن الکریم صدرالمتالهین جلسه پنجاه و نهم
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
تفسیر سوره حمد: جلسه سی و پنجم
زمان:پنج شنبه 21 مهر ماه 1401
مجری: بنیاد بین المللی علوم وحیانی اسراء
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 76
مكاشفة
لما تقرّر انّ جميع مراتب الموجودات روحا و جسما عقلا و حسّا بجميع الألسنة قولا و فعلا و حالا يحمدونه تعالى و يسبّحونه و يمجّدونه في الدنيا و الآخرة بحسب الفطرة الأصليّة و مقتضى الداعية الذاتيّة و لا شكّ انّ لكلّ فعل غريزيّ غاية ذاتية و باعثا أصليّا و قد تقرّر انّ ذاته تعالى غاية الغايات و نهاية الرغبات، فعلى هذا قوله:
الحمد للّه يمكن أن يكون إشارة إلى مبدأ الوجود و غايته سواء كانت اللام في «للّه» للغاية أو للاختصاص فمعناه على الأول 45 إنّ حقيقة الوجود و جنسه إذا كان التعريف في الحمد للجنس أو الوجود كلّه إذا كان للاستغراق كما قيل لأجل استكمالها بمعرفته تعالى و وصولها إليه.
و معناه على الثاني 46 ان حقيقة الوجود أو جميع أفراده للّه تعالى و إذا كانت هي له تعالى كان هو تعالى لها أيضا
لقوله صلّى اللّه عليه و آله: من كان للّه كان اللّه له.
فذاته تعالى
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 77
علّة تماميّة كلّ شيء و غاية كمال كلّ موجود إمّا بلا واسطة كما للحقيقة المحمديّة التي هي صورة نظام العالم و أصله و منشأه، و إمّا بواسطة فيضه الأقدس و وجوده المقدّس كما لسائر الموجودات و فيه سرّ الشفاعة و لواء الحمد.
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 78
قوله جل اسمه:
رَبِّ الْعالَمِينَ الربّ إمّا صفة و إمّا مصدر وصف به مبالغة كالعدل. سمّي به السيّد المطاع كقول لبيد: و أهلكن يوما رب كندة و ابنه [1]. أي سيّد كندة. و المالك
كقوله صلّى اللّه عليه و آله لرجل: أربّ غنم أنت أم ربّ إبل؟ فقال: من كل ما آتاني اللّه فأكثر و أطيب
و الصاحب كقول أبي ذويب:
قد ناله ربّ الكلاب بكفّه
بيض رهاب ريشهن مقزع
أي صاحب الكلاب- و غير ذلك و اشتقاقه من «التربية» و هي تبليغ الشيء إلى كماله تدريجا و لا يطلق على غيره تعالى إلّا مقيدا كقولهم: ربّ الدار و ربّ الناقة. و قول الإشراقيين للصورة المفارقة للطبائع الجسمانيّة ربّ النوع و قوله تعالى: ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ [12/ 50] إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ [12/ 23].
و قرء زيد بن علي عليه السلام بالنصب على المدح أو النداء أو بفعل مضمر دلّ عليه الحمد.
و العالمون جمع عالم و هو جمع لا واحد له من جنسه كالنفر و الرهط.
و اشتقاقه: امّا من العلامة فهو اسم لما يعلم به كالخاتم لما يختم به و القالب لما يقلب به غلب فيما يعلم به صانعه و إمّا من العلم لأنّه يقع على ما يعلم و هو في عرف اللغة عبارة عن جماعة من العلماء من الملائكة و الثقلين و إنّما جمع ليشمل كلّ
تفسیر القرآن الکریم جلد : 1 صفحه : ص 79
جنس من مسمّاه و غلب العقلاء فيهم فجمع لمعنى 47 وصفهم فيه بالواو و النون و قيل العالم لنوع ما يعقل و هم الملائكة و الجنّ و الإنس و قيل هم العقلاء (الثقلان- ن) خاصّة لقوله تعالى: لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً [25/ 1] و قيل: هم الإنس لقوله:
أَ تَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ [26/ 165].
و في المتعارف بين الناس، هو عبارة عن جميع المخلوقات من الجواهر و الأعراض و قد دلّت عليه الآية قالَ فِرْعَوْنُ وَ ما رَبُّ الْعالَمِينَ قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُمَا [26/ 23- 24].