خوانش متون فلسفه سیاسی اسلامی
خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه شصت و دوم
ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
زمان:یک شنبه دهم مرداد ماه 1400
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 90
معطّلة.
فالاحتمالات لا تزيد عن أربعة، فالآخران باطلان؛ فبقى الأوّلان: أحدهما[1] للمقرّبين، و ثانيهما لأصحاب اليمين و أصحاب الشمال على طبقات من كل صنف.
كشف غطاء
اعلم أنّ نفس الإنسان[2] لا تتناسخ من بدن إلى آخر في الدنيا؛ سواء كان إنسانيّا- و هو المسمّى ب «النسخ»-، أو حيوانيّا- و هو «المسخ»-، أو نباتيّا- و هو «الفسخ»-، أو جماديّا- و هو «الرسخ».
نعم للنفوس نشئات مختلفة في دار أخرى غير هذه الدار.
و التناسخ بمعنى صيرورة النفس بحسب النشأة الأخرى متصوّرة[3] بصورة حيوانيّة أو نباتيّة أو جماديّة ناقصة المراتب بحسب أخلاقها الدنيّة و عاداتها الرديّة، فليس مخالفا للتحقيق؛ بل هو ثابت عند أهل الحقّ و أرباب الملل و الشرائع، كما في قوله- تعالى-: (وَ جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنازِيرَ وَ عَبَدَ الطَّاغُوتَ)[4]، أى مسخهم إليها، و قوله- تعالى-: (فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ)[5]، يعنى بعد المفارقة البدنيّة؛ و كقول النبي- صلى اللّه عليه و آله و سلم-: «يحشر الناس يوم القيامة على وجوه مختلفة»[6]، أي على صور مناسبة لهيئاتهم[7] النفسانية.
______________________________
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 91
و لذا قيل: ما من مذهب إلّا و للتناسخ فيه قدم راسخ؛ و بهذا المعنى محمول ما ورد من القول بالتناسخ، من أساطين الحكمة، كأفلاطون و من قبله مثل سقراط و فيثاغورس و انباذقلس و اغاثاذيمون و هرمس المسمّى بوالد الحكماء.
و إذا حقّقت هذا، يظهر[8] لك أنّ النزاع لفظي؛ فالكلّ متّفقون في بطلان التناسخ بالمعنى المشهور. و من التناسخ الحقّ عند أئمّة الكشف و الشهود و أرباب الملل و الشرائع ما يمسخ الباطن و ينقلب الظاهر من صورة ما ينقلب إليه الباطن لغلبة القوّة النفسانية، حتى صارت تغيّر المزاج و الهيئة على شكل ما هو عليه من صفة حيوان، و هذا في[9] قوم غلبت شقوة نفوسهم و ضعفت عقولهم.
و هذا المسخ كثير في زماننا هذا، كما كان مسخ الظاهر في بني إسرائيل.
و يدلّ بهذا[10] قول النبي- صلى اللّه عليه و آله و سلم- في صفة قوم: «إخوان العلانية أعداء السريرة، ألسنتهم أحلى من العسل و قلوبهم[11] قلوب الذئاب يلبسون للناس جلود الضأن من اللّين»[12]. فهذا[13] مسخ البواطن، فهو[14] أن يكون قلبه قلب ذئب، و صورته صورة إنسان؛ و اللّه العاصم من هذه القواصم.