✍️خوانش متون فلسفه سیاسی اسلامی
⬅️ خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه ششم
✅با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
زمان: پنج شنبه دهم بهمن ماه 1392
🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 18
و أمّا معرفة الأفعال، فبحر[1] يتّسع أطرافه، و لكلّ أن يخوض فيه و يسبح في غمرتها[2] بقدر قوّة سباحته؛ لكن لا ينال[3] بالاستقصاء، لأنّها مرتبطة[4] بالصفات، كالصفات بالذات.
و ليس في الوجود إلّا ذاته و صفاته و أفعاله التي هي[5] صور أسمائه و مظاهر صفاته.
فما كان من صفاته جليّا في عالم الشهود، ف القرآن مشتمل عليها تصريحا[6] و تفصيلا؛ و ما كان خفيّا، ف القرآن مشتمل[7] عليها تلويحا و إجمالا.
فالأوّل كذكر السماء و الأرض و الكواكب و الشمس و القمر و غير ذلك؛ ممّا يعرفه الناظرون القائلون: (رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ)[8].
و الثاني كذكر الملائكة و الروحانيات و الروح و العقل و النفس و اللوح و القلم، بل العرش و الكرسي- عند بعض-، و الملائكة العمّالة[9] الموكّلة بعالم الأرضين- التي هي أدنى عالم الملكوت-، و كتبة الأعمال و ملائكة جانب الشمال و كرام الكاتبين و أعوان ملك الموت و سدنة النيران و الساكنين في البراري و الجبال، و الجنّ و الشياطين المسلّطين[10] على جنس[11] الإنس- الذين امتنعوا عن السجود لآدم-، و الملائكة السماويّون- التي هي أعلى عالم الملكوت.
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 19
فانّ هذه- كلّها- خارجة عن عالم الملك و الشهادة: (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَ يُسَبِّحُونَهُ وَ لَهُ يَسْجُدُونَ)[1].
و أعلى منهم حملة العرش و الكرّوبيّون و الملائكة المهيّمون[2]؛ و هم العاكفون في حظيرة القدس، لا التفات لهم إلى[3] هذا العالم، بل لا التفات لهم إلى غير اللّه؛ و الذين هم ساكنون في الأرض البيضاء، كما ورد في الحديث عن رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله و سلّم-: «إنّ للّه أرضا بيضاء، مسيرة الشمس فيها[4] ثلاثون يوما هي مثل أيّام الدنيا ثلاثين مرّة، مشحونة خلقا لا يعلمون أنّ اللّه يعصى في الأرض و لا يعلمون أنّ اللّه خلق آدم و إبليس[5].»
أولئك هم المستغرقون في شهود الحضرة الإلهيّة، و هم من[6] أهل الفناء في التوحيد. جعلنا اللّه و إيّاكم في الدارين من أهل التوحيد!
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 20
المظهر الثّاني في إثبات وجوده- تعالى- (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)[7]
اعلم أنّ السالكين الذين يستدلّون بوجود الآثار على[8] الصفات، و من الصفات على الذات، لهم طرق[9] كثيرة، أجودها طريقان:
أحدهما معرفة النفس[10] الإنسانية: (وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا)
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 21
تُبْصِرُونَ)[11]. هذا أجود الطرق، بعد طريق الصدّيقين.
و ثانيهما النظر في الآفاق و الأنفس؛ كما أشار إليه بقوله- تعالى-:[12] (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)[13]. و في القرآن آيات كثيرة في هذا المنهج، و لهذا مدح اللّه[14] الناظرين في خلق السماوات و الأرض و أثنى على المتفكّرين في آثار صنعه وجوده[15].
و لإثبات هذا المطلب منهج آخر، و هو الاستدلال على ذاته بذاته[16]؛ و ذلك…