✅خوانش متون فلسفه سیاسی اسلامی
⬅️ خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه شصتم
🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
✅با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
⏰زمان:دو شنبه چهارم مرداد ماه 1400
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 83
الفنّ الثّاني في المباحث المتعلّقة بالمعاد[1] (و فيه مظاهر)
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 85
المظهر الأوّل في إثبات المعاد الجسماني
اعلم أن المحقّقين من الفلاسفة و المحقّقين من أهل الشريعة ذهبوا إلى ثبوت المعاد، و وقع الخلاف[2] في كيفيّته: فذهب جمهور المتكلّمين و عامّة الفقهاء إلى أنّه جسماني فقط، بناء على أنّ الروح جرم لطيف سار في البدن[3]؛ و جمهور الفلاسفة إلى أنّه روحاني فقط؛ و ذهب كثير من الحكماء المتألّهين[4] إلى القول بالمعادين جميعا.
و المعاد الجسماني هو أنّ لهذا الشخص الإنساني روحا و جسدا يعود في الآخرة؛ بحيث لو يراه أحد عند المحشر، يقول: «هذا فلان الذي كان في الدنيا».
و من أنكر هذا، فقد أنكر ركنا عظيما من الإيمان، فيكون كافرا عقلا و شرعا،
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 86
و لزمه إنكار كثير من النصوص؛ و يصير من الملاحدة و الدهريّة، من[5] الذين لا اعتداد بهم في الفلسفة و لا اعتماد عليهم في العقليّات و لا نصيب لهم من[6] الشريعة. و هم الذين ينكرون حشر الأجساد[7] و النفوس زعما منهم أنّ الانسان إذا مات، فات و ليس له[8] معاد؛ أولئك أرذال[9] الناس.
و نقل من جالينوس التوقّف في أمر المعاد، لتردّده في أمر النفس: هل هي المزاج فتفنى[10] أم صورة مجرّدة فتبقى؟.
و اعلم أن اختلاف أصحاب الملل و الديانات[11] في هذا الأمر و كيفيّته إنّما هو لأجل غموض هذه المسألة و دقّتها، حتّى أنّ الحكماء- كالشيخ الرئيس و من في طبقته- أحكموا علم[12] المبادئ، و تبلّدت[13] أذهانهم في كيفيّة المعاد.
و الكتب السماويّة أيضا متشابهة آياتها في بيان هذا المعنى؛ إذ في الإنجيل ورد[14]: إن الناس يحشرون ملائكة لا يطعمون و لا يشربون و لا ينامون و لا يتوالدون[15]؛ و في التوراة: إنّ أهل الجنّة يمكثون في النعيم عشر آلاف[16] سنة، ثمّ يصيرون ملائكة، و أهل النّار يمكثون في الجحيم كذا، ثمّ يصيرون شياطين.
و في بعض آيات القرآن أن الناس يحشرون على صفة التجرّد، كقوله تعالى[17]: (كُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً)[18]؛ و في بعضها على صفة التجسّم، كقوله
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 87
[تعالى]: (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ)[19]. فبعضها يدلّ على أنّ المعاد للأبدان، و بعضها يدلّ على أنّه للأرواح. و الحقّ أنّه لكليهما، و المعاد في يوم المعاد هذا الشخص بعينه نفسا و بدنا[20]، و أنّ تبدّل خصوصيّات البدن من المقدار و الوضع و غيرهما لا يقدح في بقاء شخصيّة البدن؛ فإنّ تشخّص كلّ بدن إنّما هو ببقاء نفسه مع مادّة ما[21] و إن تبدّلت خصوصيّات المادّة، حتّى أنّك لو رأيت إنسانا في وقت سابق ثمّ تراه بعد مدّة كثيرة و قد تبدّلت[22] أحكام جسمه[23]، أمنك[24] أن لا[25] تحكم عليه بأنّه ذلك الإنسان؟
فلا عبرة بتبدّل المادّة البدنيّة بعد انحفاظ الصورة النفسانية، فكثير من لوازم هذه الأبدان مسلوب عن الأبدان الأخرويّة؛ فإنّ البدن الأخروي[26] كظلّ لازم للروح أو كعكس يرى في مرآة، كما أنّ الروح في هذا البدن كضوء[27] واقع على جدار. فتأمّل في هذا المقال[28] ليظهر لك جليّة[29] الحال!