✍️خوانش متون فلسفه سیاسی اسلامی
⬅️ خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه پنجم
✅با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
زمان: پنج شنبه بیست و ششم دی ماه 1392
🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 14
فهذه ستّة[1] أقسام من مقاصد [الكتاب][2] الإلهي. و نحن نورد في هذه
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 15
الرسالة من مسائل[3] الحكمة الإلهية ما هو مطابق للأقسام الثلاثة المهمّة، التي هي بالحقيقة أركان الإيمان و أصول[4] العرفان. هدانا اللّه و إيّاكم طريق البرهان و سبيل الإيقان.
تبصرة
اعلم أنّ معرفة الربّ على ثلاث مراتب: معرفة الذات الإلهيّة، و معرفة الصفات الربّانية، و معرفة الأفعال الصمدانيّة.
أمّا معرفة الذات، فهي أضيقها مجالا و أرفعها منالا، و أبعدها عن الفكر و الذكر؛ إذ حقيقة الواجب- جلّ مجده- هويّة بسيطة و غير متناهية الشدّة في النوريّة و الوجود، و حقيقته عين التشخّص و التعيّن، لا مفهوم له و لا مثل[5] و لا مشابه[6] و لا ضدّ، و لا حدّ له و لا برهان عليه، بل هو البرهان على كلّ شيء؛ و لا أعرف[7] من ذاته و لا شاهد عليه، بل هو الشاهد على الكلّ: (أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)[8]، و هو القائم على كلّ نفس بما كسبت[9]، (وَ هُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ)[10]، (وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ)[11].
و تحترق[12] النفس في إدراك أشعّة نور وجهه، فكيف في نور وجهه؟! فلا يمكن الوصول إلى معرفة ذاته إلّا باندكاك[13] جبل[14] إنّية السالك[15] حتى شهد
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 16
ذاته- تعالى- على ذاته[16] كما قال بعض العارفين: «عرفت ربّي بربّي و لو لا ربّي ما عرفت ربّي».[17]
و ليس للعقل سبيل[18] إلى إدراك ذاته، و لهذا ورد النهي عن التفكّر في ذات اللّه- تعالى-، لقوله- صلى اللّه عليه و آله و سلّم-: «تفكّروا في آلاء[19] اللّه، و لا تفكّروا في ذاته»[20]، و لقول أمير المؤمنين- عليه السلام-: «من تفكّر في ذات اللّه ألحد[21]، و من تفكّر في صفاته أرشد». و لذا[22] لا يشتمل[23] القرآن من معرفة الذات- في الأغلب[24]– إلّا على تقديسات محضة و تنزيهات صرفة، كقوله- تعالى-: (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)[25] و كقوله- تعالى-[26]: (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ)[27] و كقوله
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 17
[- تعالى-]: (بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ)[28] و كقوله [- تعالى-]: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)[29].
و أمّا معرفة الصفات، فالمجال للفكر[30] فيها أفسح، و نطاق النطق فيها أوسع[31]؛ لأنّها مفهومات عقليّة يقع فيها الاشتراك، إلّا أنّها في الأوّل- تعالى- مصداقها ذاته بذاته، و في غيره ليس كذلك. و لهذا[32] اشتمل القرآن على تفاصيلها في كثير من الآيات كما في قوله- تعالى-[33] (وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[34] و قوله:
(الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ)[35].
و في معرفة الصفات- أيضا- غموض[36] شديد؛ لأنّه لا يمكن معرفة بعض الصفات، كالكلام- إلّا لأهل البصائر الثاقبة[37]– و كالسمع و البصر و الاستواء على العرش و الابتلاء و المماكرة و غير ذلك، مما لا يعرفه إلّا الراسخون في العلم.
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 18
و أمّا معرفة الأفعال، فبحر[38] يتّسع أطرافه، و لكلّ أن يخوض فيه و يسبح في غمرتها[39] بقدر قوّة سباحته؛ لكن لا ينال[40] بالاستقصاء، لأنّها مرتبطة[41] بالصفات، كالصفات بالذات.
و ليس في الوجود إلّا ذاته و صفاته و أفعاله التي هي[42] صور أسمائه و مظاهر صفاته.