✍️خوانش متون فلسفه سیاسی اسلامی
⬅️ خوانش و شرح کتاب المظاهر الالهیة فی اسرار العلوم الکمالیه – ملا صدرا جلسه یازدهم
✅با حضور اساتید مطرح فلسفه سیاسی
زمان: پنج شنبه بیست و یکم فروردین ماه 1393
🔷ارائه دهنده: استاد مرتضی جوادی آملی
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 26
تنبيه
لا تظنّنّ[1] «الوجود» أنّه أمر اعتباري[2] كما توهّمه المحجوبون[3] عن شهوده، بل هو أمر متحقّق في الأعيان؛ لأنّه أحقّ الأشياء بالتحقّق[4]، لأنّ غيره به يكون كائنا و متحقّقا في الأعيان أو في الأذهان؛ فهو الّذي به ينال كلّ ذي حقّ حقيقته، فكيف يكون أمرا اعتباريّا؟! و لا يمكن تعريفه، لأنّه بسيط و لا شيء أعرف منه؛ و لا يمكن تصوّره، لأنّ تصوّر الشيء عبارة عن حصول معناه و انتقاله من حدّ العين إلى حدّ الذهن، فهذا يجري في غير الوجود؛ أمّا في الوجود، فلا يمكن[5] ذلك إلّا بصريح المشاهدة[6] و العيان، دون الحدّ و البرهان.
و اعلم أنّ شمول الوجود للأشياء ليس كشمول الكلّي للجزئيّات، بل شموله من باب الانبساط و السريان[7] على هياكل الماهيّات سريانا مجهول
______________________________
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 27
التصوّر. و هو في ذاته ليس بجوهر و لا عرض، لأنّ كلّا منهما «عنوان» لماهيّة[8] كلّية، و قد ثبت أنّ الوجود متشخّص بنفسه متحصّل بذاته؛ و لو كان تحت الجوهر- الذي هو معنى جنسي- أو تحت معنى جنسي[9] من الأعراض، لكان مفتقرا إلى ما يحصّله[10] وجودا[11]، كالفصل و ما يجري مجراه من سائر المحصّلات للوجود، فلم يكن «الوجود»[12] وجودا، هذا خلف. فتأمّل فيما سردنا[13] عليك[14] من التحقيق! لأنّ التأمّل في الحقّ حقيق.
المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية، النص، ص: 28
المظهر الثّالث في توحيده- تعالى- في[15] وجوب الوجود
قال اللّه- تعالى-: (وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)[16]، إله العالم واحد لا شريك له في الإلهيّة[17]؛ و براهينه[18] كثيرة.
فمن جملة البراهين النظر في وحدة العالم بأنّ العالم- كلّه- شخص واحد وحدة طبيعية، بعض أجزائه أعلى و أشرف[19] من بعض؛ فالكلّ حيوان واحد ناطق مسمّى ب «الإنسان الكبير»، و عالم الأجسام بمنزلة بدنه و ظاهره، و عالم الأرواح بمنزلة روحه و باطنه، و المجموع منتظم في سلك واحد.[20] و إذا كان